عدد الزوار 55 التاريخ Tuesday, April 9, 2024 4:47 AM
فَأَجَابَ: نَعَمْ، يُشْرَعُ التَّجَمُّلُ فِي العِيدَيْنِ، وَذَلِكَ بِلُبْسِ الثِّيَابِ الجَمِيلَةِ، فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، قَالَ: «وَجَدَ عُمَرُ حُلَّةً مِنْ إسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ، فَأَخَذَهَا، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ فَتَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوَفْدِ، فَقَالَ: إنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
فِيهِ إِقْرَارُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِعُمَرَ عَلَى مَبْدَأِ التَّجَمُّلِ لِلْعِيدِ، وَفِيهِ الإِشَارَةُ إِلَى أَنَّ التَّجَمُّلَ لِلْعِيدِ كَانَ مَعْهُودًا.
وَعَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَلْبَسُ بُرْدَهُ الْأَحْمَرَ فِي الْعِيدَيْنِ، وَفِي الْجُمُعَةِ». رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ.
وَقَالَ ابْنُ المُنْذِرِ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي الفَجْرَ وَعَلَيْهِ ثِيَابُ العِيدِ.
وَخَرَّجَ البَيْهَقِيُّ - قَالَ ابْنُ رَجَبٍ: بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ - عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَلْبَسُ فِي العِيدَيْنِ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ.
قَالَ ابْنُ رَجَبٍ: "وَلَا خِلَافَ بَيْنَ العُلَمَاءِ – فِيمَا نَعْلَمُهُ - فِي اسْتِحْبَابِ لُبْسِ الثِّيَابِ - أَجْوَدِ الثِّيَابِ - لِشُهُودِ الجُمُعَةِ وَالأَعْيَادِ".
قَالَ ابْنُ رَجَبٍ: وَهَذَا التَّزَيُّنُ فِي العِيدِ يَسْتَوِي فِيهِ الخَارِجُ إِلَى الصَّلَاةِ وَالجَالِسُ فِي بَيْتِهِ، حَتَّى النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ.