عدد الزوار 58 التاريخ Monday, April 8, 2024 3:31 PM
فَأَجَابَ: الوَارِدُ عَنِ السَّلَفِ قَوْلُهُمْ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ.
ذَكَرَ السُّيُوطِيُّ فِي كِتَابِهِ "وُصُولُ الأَمَانِي بِأُصُولِ التَّهَانِي" تَحْتَ التَّهْنِئَةِ بِالعِيدِ:
أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الكَبِيرِ، وَزَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ فِي تُحْفَةِ عِيدِ الأَضْحَى، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُمَرَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: لَقِيتُ وَائِلَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَوْمَ عِيدٍ، فَقُلْتُ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ، فَقَالَ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ.
وَأَخْرَجَ الأَصْبَهَانِيُّ فِي التَّرْغِيبِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو السَّكْسَكِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بِشْرٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَائِذٍ، وَجُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ، وَخَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ، يُقَالُ لَهُمْ فِي أَيَّامِ الأَعْيَادِ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ، وَيَقُولُونَ ذَلِكَ لِغَيْرِهِمْ.
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدُّعَاءِ، وَالبَيْهَقِيُّ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ، وَوَاثِلَةَ لَقِيَاهُ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقَالَا: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ.
وَأَخْرَجَ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ فِي كِتَابِ تُحْفَةِ عِيدِ الفِطْرِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الفَرْضِيُّ فِي مَشْيَخَتِهِ، بِسَنَدٍ حَسَنٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا الْتَقَوْا يَوْمَ العِيدِ، يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ.
وَأَخْرَجَ زَاهِرٌ أَيْضًا بِسَنَدٍ حَسَنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ البَاهِلِيَّ يَقُولُ فِي العِيدِ لِأَصْحَابِهِ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ.
وَأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، مِنْ طَرِيقِ أَدْهَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ، قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ فِي العِيدِ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، فَيَرُدُّ عَلَيْنَا مِثْلَهُ وَلَا يُنْكِرُ ذَلِكَ.
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدُّعَاءِ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الحَجَّاجِ، قَالَ: لَقِيتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ، فَقُلْتُ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ، فَقَالَ لِي مِثْلَهُ.
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدُّعَاءِ، مِنْ طَرِيقِ حَوْشَبِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: لَقِيتُ الحَسَنَ البَصْرِيَّ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقُلْتُ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ قَوْلِ النَّاسِ فِي العِيدِ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ، فَقَالَ: مَا زَالَ الأَمْرُ عِنْدَنَا كَذَلِكَ.
لَكِنْ أَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قَوْلِ النَّاسِ فِي العِيدَيْنِ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ، فَقَالَ: «كَذَلِكَ فَعَلَ أَهْلُ الكِتَابَيْنِ»، وَكَرِهَهُ.
وَفِي إِسْنَادِهِ عَبْدُ الخَالِقِ بْنُ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ الدِّمَشْقِيُّ.
قَالَ فِيهِ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: لَا شَيْءَ. اهـ
وَقَالَ ابْنُ قُدَامَةَ: قَالَ أَحْمَدُ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: وَلَا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ يَوْمَ الْعِيدِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ. وَقَالَ حَرْبٌ: سُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ قَوْلِ النَّاسِ فِي الْعِيدَيْنِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ، قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، يَرْوِيهِ أَهْلُ الشَّامِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ.
قِيلَ: وَوَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: فَلَا تَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ هَذَا يَوْمَ الْعِيدِ؟ قَالَ: لَا.
وَذَكَرَ ابْنُ عَقِيلٍ فِي تَهْنِئَةِ الْعِيدِ أَحَادِيثَ؛ مِنْهَا: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَكَانُوا إذَا رَجَعُوا مِنْ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لَبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ. وَقَالَ أَحْمَدُ: إسْنَادُ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ إسْنَادٌ جَيِّدٌ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ: سَأَلْت مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ مُنْذُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَقَالَ: لَمْ يَزَلْ يُعْرَفُ هَذَا بِالْمَدِينَةِ.
وَرُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ، أَنَّهُ قَالَ: لَا أَبْتَدِي بِهِ أَحَدًا، وَإِنْ قَالَهُ أَحَدٌ رَدَدتُّهُ عَلَيْهِ. انْتَهَى.
وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ، وَزِيَادَةُ "صَالِحَ الأَعْمَالِ" لَا مَحَلَّ لَهَا، قَالَ تَعَالَى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)، قَالَ القُرْطُبِيُّ: ضَرَبَ صُعُودَهَ مَثَلًا لِقَبُولِهِ؛ لِأَنَّ مَوْضِعَ الثَّوَابِ فَوْقَ.
وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: العَمَلُ الصَّالِحُ هُوَ الخَالِصُ، يَعْنِي أَنَّ الإِخْلَاصَ سَبَبُ قَبُولِ الخَيْرَاتِ مِنَ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ. وَاللهُ أَعْلَمُ.