عدد الزوار 127 التاريخ Wednesday, February 15, 2023 8:45 AM
فأجاب: نَعَمْ، كَانَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ الَّذِي تَوَلَّى الخِلَافَةَ (من ١٠٥ إلى ١٢٥هـ) شَدِيدًا عَلَى أَهْلِ الأَهْوَاءِ وَالبِدَعِ، فَمِنْ مَنَاقِبِهِ فِي ذَلِكَ قَتْلُهُ لِرُؤُوسِهِمُ الضَّالِّينَ المُضِلِّينَ، فَقَدْ قَتَلَ غَيْلَانَ الدِّمَشْقِيَّ (ق: ١٠٥ هـ) الَّذِي أَظْهَرَ القَوْلَ بِنَفْيِ القَدَرِ فِي أَيَّامِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ، فَأَحْضَرَهُ عُمَرُ، وَاسْتَتَابَهُ، فَتَابَ، ثُمَّ عَادَ لِلْكَلَامِ فِيهِ أَيَّامَ هِشَامٍ، فَأَحْضَرَهُ وَأَحْضَرَ لَهُ الأَوْزَاعِيَّ لِمُنَاظَرَتِهِ فَفَلَجَهُ وَحَجَّهُ، وَأَفْتَى بِقَتْلِهِ، فَأَمَرَ هِشَامٌ بِقَطْعِهِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ.
وَمِنْ مَنَاقِبِهِ أَمْرُهُ لِعَامِلِهِ بِالعِرَاقِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ القَسْرِيِّ أَنْ يَقْتُلَ الجَعْدَ بْنَ دِرْهَمٍ (ق: ١٢٤هـ). فَخَطَبَ خَالِدٌ القَسْرِيُّ يَوْمَ الأَضْحَى، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، ارْجِعُوا فَضَحُّوا تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُم؛ فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ؛ إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَتَّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَلَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمًا، وَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُ الجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ عُلُوًّا كَبِيرًا، ثُمَّ نَزَلَ فَذَبَحَهُ.
وَمِنْ مَنَاقِبِهِ: أَمْرُهُ لِوَالِيهِ بِخُرَاسَانَ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ أَنْ يَقْتُلَ الجَهْمَ بْنَ صَفْوَانَ تَلْمِيذَ الجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، فَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي دَوَاوِينِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ إِلَى نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ عَامِلِ خُرَاسَانَ: أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ نَجَمَ قِبَلَكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جَهْمٌ مِنَ الدَّهْرِيَّةِ؛ فَإِنْ ظَفِرْتَ بِهِ فَاقْتُلْهُ)، وَلَكِنْ هِشَامٌ تُوُفِّيَ سَنَةَ (١٢٥هـ)، وَقُتِلَ الجَهْمُ سَنَةَ (١٢٨هـ).
هَذَا مَعَ أَنَّ سَحْبَلَ بْنَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ الخُلَفَاءِ أَكْرَهَ إِلَيْهِ الدِّمَاءُ وَلَا أَشَّدَّ عَلَيْهِ مِنْ هِشَامٍ.