عدد الزوار 129 التاريخ Wednesday, February 15, 2023 8:21 AM
فأجاب: قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي السِّيَرِ: عِمْرَانُ بنُ حِطَّانَ بْنِ ظَبْيَانَ السَّدُوْسِيُّ (خ، د، ت) البَصْرِيُّ.
مِنْ أَعْيَانِ العُلَمَاءِ، لَكِنَّهُ مِنْ رُؤُوْسِ الخَوَارِجِ.
حَدَّثَ عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ سِيْرِيْنَ، وَقَتَادَةُ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ فِي أَهْلِ الأَهْوَاءِ أَصَحُّ حَدِيْثًا مِنَ الخَوَارِجِ.
ثُمَّ ذَكَرَ عِمْرَانَ بْنَ حِطَّانَ، وَأَبَا حَسَّانٍ الأَعْرَجَ.
قَالَ الفَرَزْدَقُ: عِمْرَانُ بنُ حِطَّانَ مِنْ أَشْعَرِ النَّاسِ؛ لأَنَّهُ لَوْ أَرَادَ أَنْ يَقُوْلَ مِثْلَنَا، لَقَالَ، وَلَسْنَا نَقْدِرُ أَنْ نَقُوْلَ مِثْلَ قَوْلِهِ.
حَدَّثَ سَلَمَةُ بنُ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، قَالَ: تَزَوَّجَ عِمْرَانُ خَارِجِيَّةً، وَقَالَ: سَأَرُدُّهَا.
قَالَ: فَصَرَفَتْهُ إِلَى مَذْهَبِهَا.
فَذَكَرَ المَدَائِنِيُّ: أَنَّهَا كَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ، وَكَانَ دَمِيْمًا ... وَمِنْ شِعْرِهِ فِي مَصْرَعِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -:
يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا ... إِلَّا لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي العَرْشِ رِضْوَانَا
إِنِّي لأَذْكُرُهُ حِيْنًا فَأَحْسِبُهُ ... أَوْفَى البَرِيَّةِ عِنْدَ اللهِ مِيْزَانَا
أَكْرِمْ بِقَوْمٍ بُطُوْنُ الطِّيْرِ قَبْرُهُمُ ... لَمْ يَخْلِطُوا دِيْنَهُم بَغْيًا وَعُدْوَانَا
فَبَلَغَ شِعْرُهُ عَبْدَ المَلِكِ بنَ مَرْوَانَ، فَأَدْرَكَتْهُ حَمِيَّةٌ لِقَرَابَتِهِ مِنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فَنَذَرَ دَمَهُ، وَوَضَعَ عَلَيْهِ العُيُوْنَ ... فَهَرَبَ إِلَى الجَزِيْرَةِ، ثُمَّ لَحِقَ بِعُمَانَ، فَأَكْرَمُوْهُ .. قَالَ عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ الحَافِظُ: تُوُفِّيَ عِمْرَانُ بنُ حِطَّانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ. انتهى.
وَقَدْ رَدَّ عَلَى الخَارِجِيِّ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ الفَقِيهُ الطَّبَرِيُّ، فَقَالَ:
يَا ضَرْبَةً مِنْ شَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا * إِلَّا لِيَهْدِمَ مِنْ ذِي العَرْشِ بُنْيَانَا
إِنِّي لَأَذْكُرُهُ يَوْمًا فَأَلْعَنُهُ * إِيْهًا وَأَلْعَنُ عِمْرَانَ بْنَ حِطَّانَا
وَقَالَ محَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبِيبُ يَرُدُّ عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ:
يَا ضَرْبَةً مِنْ غَدُورٍ صَارَ ضَارِبُهَا * أَشْقَى البَرِيَّةِ عِنْدَ اللهِ إِنْسَانَا
إِذَا تَفَكَّرْتُ فِيهِ ظَلْتُ أَلْعَنُهُ * وَأَلْعَنُ الكَلْبَ عِمْرَانَ بْنَ حِطَّانَا
وَثَمَّةَ قَصَائِدُ رَدُّوا فِيهَا عَلَى عِمْرَانَ.
فَنَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ، وَمِنَ الضَّلَالَةِ بَعْدَ الهِدَايَةِ.
وَعَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا كَانَ عِنْدَكِ؟ قَالَتْ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ: "يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.