عدد الزوار 177 التاريخ Wednesday, August 3, 2022 2:23 AM
فأجاب: نَعَمْ يَصِحُّ؛ لِمَا ثَبَتَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "المُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَالحَاكِمُ، وَغَيْرُهُمَا.
وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ يَجُوزُ بَيْعٌ وَشَرْطٌ، فَعَنْ جَابِرٍ: «أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ قَدْ أَعْيَا، فَأَرَادَ أَنْ يُسَيِّبَهُ، قَالَ: وَلَحِقَنِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَا لِي وَضَرَبَهُ، فَسَارَ سَيْرًا لَمْ يَسِرْ مِثْلَهُ، فَقَالَ: بِعْنِيهِ، فَقُلْتُ: لَا، ثُمَّ قَالَ: بِعْنِيهِ، فَبِعْتُهُ وَاسْتَثْنَيْتُ حُمْلَانَهُ إِلَى أَهْلِي». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَفِي لَفْظٍ لِأَحْمَدَ وَالْبُخَارِيِّ: (وَشَرَطْتُ ظَهْرَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ).
وَعَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: "نَهَى عَنِ الْمُحَاقَلَةِ، وَالمُزَابَنَةِ، وَالمُخَابَرَةِ، وَالثُّنْيَا، إِلَّا أَنْ تُعْلَمَ". رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ دُونَ الاسْتِثْنَاءِ.
فَالِاسْتِثْنَاءُ المَجْهُولُ كَبِعْتُكَ هَذِهِ البِضَاعَةَ إِلَّا بَعْضَهَا مَنْهِيٌّ عَنْهُ، أَمَّا المَعْلُومُ نَحْوُ إِلَّا الأُرْزَ فَجَائِزٌ، وَبِهَذَا قَالَ الجُمْهُورُ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَآخَرُونَ: البَيْعُ فَاسِدٌ، وَالشَّرْطُ فَاسِدٌ؛ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: (نَهَى عَنْ بَيْعٍ، وَشَرْطٍ)، وَهَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ، قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: "ذَكَرَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ الْمُصَنِّفِينَ فِي الْفِقْهِ، وَلَا يُوجَدُ فِي شَيْءٍ مِنْ دَوَاوِينِ الْحَدِيثِ، وَقَدْ أَنْكَرَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَذَكَرُوا أَنَّهُ لَا يُعْرَفُ، وَأَنَّ الْأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ تُعَارِضُهُ".
وَقَالَ آخَرُونَ: البَيْعُ جَائِزٌ، وَالشَّرْطُ بَاطِلٌ؛ لِحَدِيثِ عَائِشَةَ: (مَا كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَهُوَ بَاطِلٌ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَالصَّحِيحُ قَوْلُ الجُمْهُورِ. وَاللهُ أَعْلَمُ.