عدد الزوار 169 التاريخ Thursday, July 7, 2022 7:41 PM
فأجاب: اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ - رَحِمَهُمُ اللهُ -: هَلِ الهِلَالُ وَاحِدٌ، فَإِذَا ثَبَتَتْ رُؤْيَتُهُ فِي بَلَدٍ لَزِمَ جَمِيعَ البُلْدَانِ الإِسْلَامِيَّةِ الأَخْذُ بِهَذِهِ الرُّؤْيَةِ فِي صِيَامِ رَمَضَانَ، وَصِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَالوُقُوفِ بِهَا، وَصَلَاةِ العِيدِ، وَذَبْحِ الأُضْحِيَةِ يَوْمَ النَّحْرِ.
أَمِ الهِلَالُ مُتَعَدِّدٌ لِتَعَدُّدِ المَطَالِعِ، كَشُرُوقِ الشَّمْسِ وَغُرُوبِهَا، وَالتَّنَزُّلِ الإِلَهِيِّ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ، فَلِكُلِّ أَهْلِ بَلَدٍ وَمَنْ وَافَقَهُمْ فِي المَطْلَعِ رُؤْيَتُهُمْ.
أَمْ لِجَمِيعِ البُلْدَانِ الَّتِي تَحْتَ وِلَايَةِ إِمَامٍ وَاحِدٍ رُؤْيَةٌ وَاحِدَةٌ، وَإِنِ اخْتَلَفَتِ المَطَالِعُ.
وَالأَظْهَرُ - وَاللهُ أَعْلَمُ - أَنَّ لِكُلِّ أَهْلِ بَلَدٍ رُؤْيَتَهُمْ؛ لِقِصَّةِ كُرَيْبٍ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَقَالَ: "هَكَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
أَوْ لِجَمِيعِ البُلْدَانِ الَّتِي تَحْتَ وِلَايَةِ إِمَامٍ وَاحِدٍ رُؤْيَتُهُمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: "إِنَّمَا يَوْمُ الأَضْحَى يَوْمَ يُضَحِّي الإِمَامُ وَجَمَاعَةُ النَّاسِ". رُوِيَ عَنْهَا مِنْ وُجُوهٍ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ رَجَبٍ، وَقَالَ: لَا يُعْرَفُ لَهَا مُخَالِفٌ مِنَ الصَّحَابَةِ.
وَعَلَيْهِ: فَإِذَا اخْتَلَفَتْ مَثَلًا بُلْدَانُ الشَّرْقِ الأَقْصَى – كَإِنْدُونِيسْيَا -، أَوْ بُلْدَانُ المَغْرِبِ الأَقْصَى – كَالمَغْرِبِ - فِي الرُّؤْيَةِ مَعَ رُؤْيَةِ بِلَادِ الحَرَمَيْنِ بِتَقَدُّمٍ أَوْ تَأَخُّرٍ بِيَوْمٍ أَوْ أَكْثَرَ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ بَلَدٍ مَوْعِدَ صَوْمِهِمْ وَذَبْحِهِمْ.
وَإِنْ صَامُوا وَذَبَحُوا مُوَافَقَةً لِأَهْلِ مَكَّةَ فَلَا حَرَجَ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: «الصَّوْمُ يَوْمَ تَصُومُونَ، وَالفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ، وَالأَضْحَى يَوْمَ تُضَحُّونَ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَغَيْرُهُ، وَقَالَ: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ»، وَصَحَّحَهُ غَيْرُهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ، خَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ، وَصَحَّحَهُ النَّوَوِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَالمُهِمُّ أَنْ تَأْتَلِفَ قُلُوبُ المُسْلِمِينَ وَلَا تَخْتَلِفَ، وَيَتَّفِقُوا وَلَا يَفْتَرِقُوا، فَالخِلَافُ فِي المَسْأَلَةِ مُعْتَبَرٌ، وَلِكُلِّ قَوْلٍ حَظٌّ مِنَ النَّظَرِ.
وَلِهَذَا قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي رِوَايَتِهِ: يَصُومُ مَعَ الْإِمَامِ وَجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فِي الصَّحْوِ وَالْغَيْمِ. قَالَ أَحْمَدُ: يَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ. وَاللهُ أَعْلَمُ.