عدد الزوار 168 التاريخ Wednesday, March 16, 2022 1:27 PM
(373)
هَلْ وَرَدَ فِي هَذَا الدُّعَاءِ أَثَرٌ صَحِيحٌ؟
سُئِلَ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ النُّمَيُّ – حَفِظَهُ اللهُ -: أَسْمَعُ النَّاسَ كَثِيرًا مَا يَقُولُونَ لِمَنْ رُزِقَ بِمَولُودٍ: "بُورِكَ لَكَ فِي المَوْهُوبِ، وَشَكَرْتَ الوَاهِبَ، وَبَلَغَ أَشُدَّهُ، وَرُزِقْتَ بِرَّهُ"، فَهَلْ وَرَدَ فِي هَذَا الدُّعَاءِ أَثَرٌ صَحِيحٌ؟ وَهَلْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ لِأَدْعِيَةٍ تُقَالُ فِي مِثْلِ هَذِهِ المُنَاسَبَةِ؟ أَفْتُونَا جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا.
فأجاب: الوَارِدُ فِي هَذَا البَابِ مَا أُثِرَ عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ - رَحِمَهُ اللهُ -.
قَالَ النَّوَوِيُّ فِي كِتَابِهِ الأَذْكَارِ: (بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّهْنِئَةِ وَجَوَابِ المُهَنَّأِ): يُسْتَحَبُّ تَهْنِئَةُ المَوْلُودِ لَهُ، قَالَ أَصْحَابُنَا: وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُهَنَّأَ بِمَا جَاءَ عَنِ الحُسَيْنِ (صَوَابُهُ الحَسَنُ، وَهُوَ البَصْرِيُّ) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ عَلَّمَ إِنْسَانًا التَّهْنِئَةَ، فَقَالَ: قُلْ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي المَوْهُوبِ لَكَ، وَشَكَرْتَ الوَاهِبَ، وَبَلَغَ أَشُدَّهُ، وَرُزِقْتَ بِرَّهُ.
وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَرُدَّ عَلَى المُهَنِّئِ فَيَقُولَ: بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، وَرَزَقَكَ اللهُ مِثْلَهُ، أَوْ أَجْزَلَ اللهُ ثَوَابَكَ، وَنَحْوَ هَذَا. انتهى.
وَمَا رُوِيَ عَنِ الحَسَنِ رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُ الجَعْدِ فِي "مُسْنَدِهِ"، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الكَامِلِ، وَالذَّهَبِيُّ فِي المِيزَانِ، وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ المُنْذِرِ فِي "الأَوْسَطِ": رُوِّينَا عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَيْهِ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ قَدْ وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ، فَقَالَ لَهُ ... وَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِهِ "الدُّعَاء"، أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ يُجَالِسُ الحَسَنَ وُلِدَ لَهُ ابْنٌ، فَهَنَّأَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: لِيَهْنِكَ الفَارِسُ، فَقَالَ الحَسَنُ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهُ فَارِسٌ؟! لَعَلَّهُ نَجَّارٌ، لَعَلَّهُ خَيَّاطٌ، قَالَ: فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: جَعَلَهُ اللهُ مُبَارَكًا عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ.