عدد الزوار 118 التاريخ Tuesday, October 19, 2021 5:50 AM
فَأَجَابَ: رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، حَفِظَ أَمْ ضَيْعَ، حَتَّى يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ". رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
وَالْأَلْعَابُ الِإِلِكْتُرُونِيَّةُ، وَالْجَوَّالَاتُ الذَّكِيَّةُ، الْمُخَالِفَةُ لِلشَّرْعِ وَالْمُتَنَاقِضَةُ مَعَ الْأَخْلَاقِ وَالْآدَابِ الْإِسْلَامِيَّةِ، لَا يَجُوزُ تَمْكِينُ الْأَطْفَالِ وَالْمُرَاهِقِينَ مِنْهَا، وَلَا يُجْعَلُ أَمْرُهُمْ فُرُطًا فِي قَضَاءِ السَّاعَاتِ الطِّوَالِ عَلَيْهَا؛ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ أَضْرَارٍ وَمَفَاسِدَ دِينِيَّةٍ وَدُنْيَوِيَّةٍ: جَسَدِيَّةٍ وَنَفْسِيَّةٍ وَفِكْرِيَّةٍ، وَمَشَاكِلَ صِحِّيَّةٍ وَأُسْرِيَّةٍ وَاجْتِمَاعِيَّةٍ.
وَقَدْ أَثْبَتَتِ الدِّرَاسَاتُ وَالْإِحْصَائِيَّاتُ: أَنَّ الْإِغْرَاقَ فِي هَذِهِ الْأَلْعَابِ، يُؤَدِّي إِلَى هَدْرِ الْوَقْتِ وَضَيَاعِهِ، وَإِلَى تَقَوُّسِ الْعَمُودِ الْفِقْرِيِّ وَالْآلَامِ، وَالسِّمْنَةِ لِقِلَّةِ الْحَرَكَةِ، وَضَعْفِ النَّظَرِ وَانْحِرَافِ الْعَيْنِ، وَقِلَّةِ التَّرْكِيزِ، وَضَعْفِ الْحَافِظَةِ وَالذَّاكِرَةِ، وَإِلَى الْإِدْمَانِ وَالِاضْطِرَابَاتِ النَّفْسِيَّةِ، وَالْأَرَقِّ فِي النَّوْمِ، وَالتَّوَحُّدِ وَالِانْعِزَالِ عَنْ الْعَالَمِ الْمُحِيطِ، وَعَدَمِ الْقِيَامِ بِالْوَظَائِفِ الْيَوْمِيَّةِ، وَالْمَهَامِّ الْأُسْرِيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ، وَتَعَلُّمِ الْإِجْرَامِ وَالْعُنْفِ وَالشَّغَبِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ السَّلْبِيَّاتِ.
فَالْوَاجِبُ ضَبْطُ اللَّعِبِ بِوَقْتٍ مَعْقُولٍ، وَالْمُتَابَعَةُ وَالْمُرَاقَبَةُ، وَإِيجَادُ الْبَدَائِلِ الْجَامِعَةِ بَيْنَ التَّرْفِيهِ وَالتَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ، وَعَدَمُ فَتْحِ الْبَابِ عَلَى مِصْرَاعَيْهِ.
فَعَنْ أَبِي يَعْلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَفِي رِوَايَةٍ: "فَلَمْ يَحُطْهَا بِنُصْحِهِ، لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ".