عدد الزوار 156 التاريخ Tuesday, October 19, 2021 5:47 AM
فَأَجَابَ: الطَّلَاقُ يَقَعُ بِالْقَوْلِ وَبِالْكِتَابَةِ وَبِالْإِشَارَةِ الْمَفْهُومَةِ مِنْ الْأَخْرَسِ، إِذَا نَوَى الزَّوْجُ الطَّلَاقَ، مَعَ تَوَفُّرِ الشُّرُوطِ وَانْتِفَاءِ الْمَوَانِعِ، وَسَوَاءٌ كَانَ الطَّلَاقُ مُقَابَلَةً، أَوْ وَكَالَةً، أَوْ عَبْرَ الْجَوَالِ: مُكَالَمَةً، أَوْ تَسْجِيلًا صَوْتِيًّا، أَوْ رِسَالَةً نَصِّيَّةً، أَوْ عَبْرَ مَوَاقِعِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ.
فَفِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: قَالَ: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى).
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ، أَوْ تَكَلَّمْ بِهِ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَحَكَى ابْنُ حَزْمٍ الْإِجْمَاعَ عَلَى وُقُوعِ الطَّلَاقِ، إِذَا لَفَظَ بِهِ وَقَيَّدَهُ، بِتَوَافُرِ الشُّرُوطِ وَانْتِفَاءِ الْمَوَانِعِ.
وَخُطْوَةُ ضَبْطِ مَوْضُوعِ الطَّلَاقِ بِضَوَابِطَ تَحْفَظُ حَقَّ كُلٍّ مِنَ الزَّوْجِ وَالزَّوْجَةِ وَالْأَوْلَادِ، وَأُمُورِ الْحَضَانَةِ وَالنَّفَقَةِ وَالزِّيَارَةِ، وَإِلْزَامِ الزَّوْجَيْنِ بِالْحُضُورِ أَمَامَ الْقَاضِي لِلْمُصَالَحَةِ، وَالْحُصُولِ عَلَى صَكِّ الطَّلَاقِ، لِلْحَدِّ مِنْ التَّهَاوُنِ بِالطَّلَاقِ وَآثَارِهِ، وَالرَّجْعَةِ، وَالْعَبَثِ الصَّادِرِ عَنْ شُرُورِ النَّفْسِ وَكَيْدِهَا: خُطْوَةٌ مُبَارَكَةٌ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.