عدد الزوار 169 التاريخ Tuesday, October 19, 2021 5:44 AM
فَأَجَابَ: شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - إِمَامٌ فِي الْحَدِيثِ، وَأُمَّةٌ فِي عُلُومِهِ، وَثَبْتٌ فِي ضَبْطِهِ، وَمُكْثِرٌ فِي رِوَايَتِهِ، وَمَشَايِخُهِ كَثِيرٌ، وَخَطَؤُهُ فِي أَسْمَاءِ الرُّوَاةِ قَلِيلٌ لَا يَضُرُّهُ، مَعَ أَنَّ بَعْضَ مَا يُنْسَبُ إِلَيْهِ مِنْ خَطَأٍ لَا يَعُودُ إِلَيْهِ، وَنَزْرٌ مِنْهُ سَبَبُهُ لُثْغَةٌ فِي لِسَانِهِ، وَبَعْضُهُ مُحْتَمَلٌ؛ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَاصِمٍ، وَإِنَّمَا هُوَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ.
وَعُمُومًا غَلَطُهُ فِي الْأَسْمَاءِ مَغْمُورٌ فِي بَحْرِ ضَبْطِهِ، وَالْكَثِيرُ فِي حَقِّهِ قَلِيلٌ فِي حَقِّ غَيْرِهِ، وَالْقَلِيلُ فِي حَقِّ غَيْرِهِ كَثِيرٌ فِي حَقِّهِ، فَالْكَثْرَةُ وَالْقِلَّةُ نِسْبِيَّةٌ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَلْفَيْ حَدِيثٍ. قَالَ الذَّهَبِيُّ: قُلْتُ: مَا أَظُنُّهُ إِلَّا يَرْوِي أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ مِنْ شُعْبَةَ سَبْعَةَ آلَافِ حَدِيثٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ غُنْدَرٌ سَبْعَةَ آلَافٍ. قَالَ الذَّهَبِيُّ: قُلْتُ: يَعْنِي بِالْآثَارِ وَالْمَقَاطِيعِ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: شُعْبَةُ أَحْفَظُ لِلْمَشَايِخِ، وَسُفْيَانُ أَحْفَظُ لِلْأَبْوَابِ.
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: كَانَ شُعْبَةُ أُمَّةً وَحْدَهُ فِي هَذَا الشَّأْنِ.
وَقَالَ: كَانَ غَلَطُ شُعْبَةَ فِي الْأَسْمَاءِ.
قَالَ الذَّهَبِيُّ: ثَبْتٌ حُجَّةٌ، وَيُخْطِئُ فِي الْأَسْمَاءِ قَلِيلًا.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا أَحْسَنُ حَدِيثًا مِنْ شُعْبَةَ ... وَشُعْبَةُ يُخْطِئُ فِيمَا لَا يَضُرُّهُ وَلَا يُعَابُ عَلَيْهِ؛ يَعْنِي فِي الْأَسْمَاءِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ فِي الْحَدِيثِ، وَكَانَ يُخْطِئُ فِي أَسْمَاءِ الرِّجَالِ قَلِيلًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ: (مَا أَكْثَرَ مَا يُخْطِئُ شُعْبَةُ فِي أَسَامِي الرِّجَالِ).
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: (كَانَ شُعْبَةُ يُخْطِئُ فِي أَسْمَاءِ الرِّجَالِ كَثِيرًا، لِتَشَاغُلِهِ بِحِفْظِ الْمُتُونِ).
وَقَالَ الْخَطِيبُ: (كَانَ شُعْبَةُ يُخْطِئُ فِي الْأَسْمَاءِ كَثِيرًا).
فَالْقِلَّةُ وَالْكَثْرَةُ عَائِدَةٌ إِلَى النِّسْبَةِ وَالتَّنَاسُبِ؛ يَعْنِي مُقَارَنَةً بِغَيْرِهِ، وَبِاعْتِبَارِ كَثْرَةِ مَا رَوَى.