فَضْلُ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ

فَأَجَابَ: فَضْلُ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ فِي نَفْسِهَا، وَفَضْلُ العَمَلِ الصَّالِحِ فِيهَا ثَابِتٌ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالإِجْمَاعِ، وَهِيَ أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا؛ لِحَدِيثِ جَابِرٍ، صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
وَفِيهَا يَوْمُ النَّحْرِ، أَعْظَمُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ؛ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ الثَّابِتِ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ، وَفِيهَا يَوْمُ عَرَفَةَ، وَفِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ عَنْ جَابِرٍ - مَرْفُوعًا -: (إِنَّهُ أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا).
وَشَهْرُهَا وَهُوَ ذُو الحِجَّةِ مِنْ أَشْهُرِ الحَجِّ المَعْلُومَاتِ، وَهُوَ أَعْظَمُ الأَشْهُرِ الحُرُمِ حُرْمَةً، وَأَفْضَلُهَا قُرْبَةً؛ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ، وَفِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ لَكِنَّهُ ضَعِيفٌ. وَالعَمَلُ الصَّالِحُ مِنْ صَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَصَدقَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ فِي العَشْرِ: أَفْضَلُ وَأَعْظَمُ وَأَزْكَى وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ فِي غَيْرِهَا؛ لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، خَرَّجَهُ البُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ، وَذَلِكَ لِفَضْلِ زَمَانِهَا، وَاخْتُصَّتْ بِنُسُكِ الحَجِّ وَالأَضَاحِي.
وَأَمَرَ اللهُ بِكَثْرَةِ الذِّكْرِ فِيهَا، وَهَذَا كُلُّهُ مُعْلِمٌ بِعِظَمِهَا وَفَضْلِهَا وَشَرَفِهَا، قَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ: كَانُوا - يَعْنِي السَّلَفَ - يُعَظِّمُونَ الْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ.