عدد الزوار 137 التاريخ 01/01/2021
فأجاب: اتَّفَقَ العُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الطَّلَاقَ فِي الحَيْضِ طَلَاقُ بِدْعَةٍ، وَالمُطَلِّقُ إِذَا كَانَ يَعْلَمُ بِأَنَّ زَوْجَتَهُ حَائِضٌ فَهُوَ آثِمٌ.
وَتَسَاهُلُ بَعْضِ الأَزْوَاجِ فِي التَّلَفُّظِ بِالطَّلَاقِ وَالزَّوْجَةُ فِي حَالِ الحَيْضِ؛ لِوُجُودِ مَنْ يُفْتِي بِأَنَّهُ طَلَاقٌ لَا يَقَعُ وَلَا يُحْسَبُ: جَهْلٌ؛ لِتَعَدِّيهِ حُدُودَ اللهِ، قَالَ تَعَالَى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)، ثُمَّ إِنَّ القَائِلِينَ بِوُقُوعِ الطَّلَاقِ وَاحْتِسَابِهَا طَلْقَةً: الأَئِمَّةُ الأَرْبَعَةُ، وَعَامَّةُ أَهْلِ العِلْمِ، وَحُكِيَ إِجْمَاعًا، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الوُقُوعُ هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ العُلَمَاءُ مُجْمِعُونَ فِي جَمِيعِ الأَمْصَارِ، وَحَكَاهُ ابْنُ المُنْذِرِ عَنْ كُلِّ مَنْ يُحْفَظُ قَوْلُهُ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، وَحَكَاهُ عَنْ أَهْلِ العِلْمِ كَافَّةً: ابْنُ عَبْدِ البَرِّ، وَالخَطَّابِيُّ، وَالنَّوَوِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: بَابُ إِذَا طُلِّقَتِ الحَائِضُ تَعْتَدُّ بِذَلِكَ الطَّلَاقِ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: طَلَّقَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: لِيُرَاجِعْهَا. قُلْتُ: تُحْتَسَبُ؟ قَالَ: فَمَهْ؟. وَعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا. قُلْتُ: تُحْتَسَبُ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ؟. حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: حُسِبَتْ عَلَيَّ بِتَطْلِيقَةٍ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ: "فَمَهْ"، مَعْنَاهُ: فَأَيُّ شَيْءٍ يَكُونُ إِذَا لَمْ يُعْتَدَّ بِهَا؟ إِنْكَارًا لِقَوْلِ السَّائِلِ: "أَيُعْتَدُّ بِهَا؟".