عدد الزوار 211 التاريخ 01/01/2021
فأجاب: الحَمْدُ للهِ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خُرُوجَ عَامٍ وَدُخُولَ عَامٍ جَدِيدٍ، لَا يُعَدُّ مُنَاسَبَةً شَرْعِيَّةً لَهَا سُنَّةٌ نَبَوِيَّةٌ، لَا سُرُورًا وَلَا أَحْزَانًا، وَلَا أَفْرَاحًا وَلَا أَتْرَاحًا.
وَلَا يُشْرَعُ لِذَلِكَ تَهْنِئَةٌ وَلَا تَعْزِيَةٌ، فَالشُّهُورُ الهِلَالِيَّةُ كَالفُصُولِ الشَّمْسِيَّةِ، قَدْ تَبْعَثُ المُسْلِمَ عَلَى التَّفَكُّرِ، كَمَا كَانَ السَّلَفُ يَتَفَكَّرُونَ فِي الرَّبِيعِ وَيَتَذَكَّرُونَ الجَنَّةَ، فَالتَّفَكُّرُ فِي نِهَايَةِ العَامِ، وَتَذَكُّرُ سُرْعَةِ مُرُورِ اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ، وَمُحَاسَبَةُ النَّفْسِ؛ يُمْدَحُ الإِنْسَانُ عَلَيْهِ فِي الجُمْلَةِ، وَقَدْ يُذَكِّرُ بِذَلِكَ غَيْرَهُ، وَلَكِنَّ المُبَالَغَةَ فِي ذَلِكَ بِإِعْدَادِ خُطَبِ الجُمُعَةِ، وَإِنْشَاءِ الكَلِمَاتِ، وَعَبْرَ وَسَائِلِ الإِعْلَامِ بِشَكْلٍ دَوْرِيٍّ، فِي كُلِّ نِهَايَةِ عَامٍ وَدُخُولِ عَامٍ، قَدْ يَكُونُ وَسِيلَةً وَذَرِيعَةً إِلَى المُحْدَثَاتِ وَالبِدَعِ، وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - ﷺ - أَنَّهُ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ! إِيَّاكُمْ وَالغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الغُلُوُّ فِي الدِّينِ». أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.
قَالَ ابْنُ تَيْمِيَةَ: "قَوْلُهُ: «إِيَّاكُمْ وَالغُلُوَّ فِي الدِّينِ»: عَامٌّ فِي جَمِيعِ أَنْوَاعِ الغُلُوِّ فِي الاعْتِقَادَاتِ وَالأَعْمَالِ". انتهى.
فَلْيَتَنَبَّهِ المُسْلِمُ فِي مِثْلِ هَذَا؛ فَلَا إِفْرَاطَ وَلَا غُلُوَّ، وَلَا تَفْرِيطَ وَلَا تَقْصِيرَ.
وَاللهُ أَعْلَمُ.