عدد الزوار 166 التاريخ 01/01/2021
فأجاب: عَنِ الْبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - فَقَالَ: «أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الضَّحَايَا: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تُنْقِي» رَوَاهُ الْخَمْسَةُ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالنَّوَوِيُّ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَحْسَنَهُ مِنْ حَدِيثٍ!.
فَهَذِهِ العُيُوبُ الأَرْبَعَةُ لَا تُجْزِئُ مَعَهَا الأُضْحِيَةُ بِالاتِّفَاقِ، وَيُقَاسُ عَلَيْهَا مَا هُوَ مِثْلُهَا أَوْ أَشَدُّ.
وَفِي رِوَايَةٍ لِلنَّسَائِيِّ قُلْتُ: ـ يَعْنِي لِلبَرَاءِ ـ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ فِي القَرْنِ نَقْصٌ، أَوْ أَنْ يَكُونَ فِي السِّنِّ نَقْصٌ، فَقَالَ ـ يَعْنِي البَرَاء ـ: مَا كَرِهْتَ فَدَعْهُ، وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ.
وَعَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ - ﷺ -: (نَهَى أَنْ يُضَحَّى بِعَضْبَاءِ الأُذُنِ وَالقَرْنِ). رَوَاهُ الخَمْسَةُ، وَفِيهِ مَقَالٌ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَعَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ، وَلَا نُضَحِّيَ بِعَوْرَاءَ، وَلَا مُقَابَلَةٍ، وَلَا مُدَابَرَةٍ، وَلَا خَرْمَاءَ، وَلَا ثَرْمَاءَ. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالْأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ، وَقَالَ البُخَارِيُّ: لَمْ يَثْبُتْ رَفْعُهُ. وَأَعَلَّهُ الدَّارَقُطْنِيّ.
الْمُقَابَلَةُ، وَالمُدَابَرَةُ، وَالشَّرْقَاءُ، وَالخَرْقَاءُ أَوِ الخَرْمَاءُ: عُيُوبٌ فِي الأُذُنِ، وَهَذِهِ العُيُوبُ وَمَا فِي مَعْنَاهَا تُكْرَهُ مَعَ الإِجْزَاءِ عَلَى الرَّاجِحِ، وَكَذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنْ يَزِيدَ قَالَ: أَتَيْتُ عُتْبَةَ السُّلَمِيَّ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الوَلِيدِ، إِنِّي خَرَجْتُ أَلْتَمِسُ الضَّحَايَا فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا يُعْجِبُنِي غَيْرَ ثَرْمَاءَ فَمَا تَقُولُ؟. قَالَ: أَلَا جِئْتَنِي أُضَحِّي بِهَا؟ قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ، تَجُوزُ عَنْكَ وَلَا تَجُوزُ عَنِّي؟!. قَالَ نَعَمْ، إِنَّكَ تَشُكُّ وَلَا أَشُكُّ، إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ - ﷺ - عَنِ: (المُصْفَرَّةِ، وَالمُسْتَأْصَلَةِ، وَالبَخْقَاءِ، وَالمُشَيَّعَةِ، وَالكَسْرَاءِ؛ فَالمُصْفَرَّةُ التِي تُسْتَأْصَلُ أُذُنُهَا حَتَّى يَبْدُوَ صِمَاخُهَا، وَالمُسْتَأْصَلَةُ التِي ذَهَبَ قَرْنُهَا مِنْ أَصْلِهِ، وَالبَخْقَاءُ التِي تُبْخَقُ عَيْنُهَا، وَالمُشَيَّعَةُ التِي لَا تَتْبَعُ الغَنَمَ عَجَفًا وَضَعْفًا، وَالكَسْرَاءُ التِي لَا تُنْقِي). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ، وَقَالَ الحَاكِمُ: صَحِيحُ الإِسْنَادِ.
وَيُقَاسُ عَلَى هَذِهِ العُيُوبِ المَكْرُوهَةِ العُيُوبُ المُسَاوِيَةُ لَهَا وَالأَقْبَحُ مِنْهَا.
وَاللهُ أَعْلَمُ.