عدد الزوار 208 التاريخ 01/01/2021
فأجاب: وَقْتُ ذَبْحِ الأُضْحِيَةِ يَبْدَأُ جَوَازًا مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ العِيدِ، وَالأَفْضَلُ بَعْدَ الخُطْبَةِ وَذَبْحِ إِمَامِ المُسْلِمِينَ أُضْحِيَتَهُ.
فَعَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ - ﷺ - قَالَ: (مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ). متفق عليه.
وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَالَ: ضَحَّى خَالٌ لِي يُقَالُ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ -: شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عِنْدِي دَاجِنًا جَذَعَةً مِنْ الْمَعَزِ، قَالَ: اذْبَحْهَا، وَلَنْ تَصْلُحَ لِغَيْرِكَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ". متفق عليه. وَفِي رِوَايَةٍ "عِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْنِ".
فَالوَاحِدَةُ الثَّمِينَةُ؛ لِسِمَنِهَا، وَنَفَاسَتِهَا، وَطِيبِ لَحْمِهَا؛ أَوْلَى مِنَ اثْنَتَيْنِ دُونَهَا فِي الثَّمَنِ وَالمُوَاصَفَاتِ.
وَقَالَ تَعَالَى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ). عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ: «الأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ»: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ: يَوْمُ النَّحْرِ، وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ بَعْدَهُ. وَبِهِ قَالَ عَدَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ.
فَهَذِهِ الأَيَّامُ الأَرْبَعَةُ أَيَّامُ ذَبْحِ الأَضَاحِي عَلَى الأَرْجَحِ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ تَيْمِيَةَ، وَابْنُ القَيِّمِ، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَحُجَّةُ الجُمْهُورِ حَدِيثُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَفَعَهُ: "فِي كُلِّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ". أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، لَكِنْ فِي سَنَدَهِ انْقِطَاعٌ، وَوَصَلَهُ الدَّارَقُطْنِيّ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهَا تُشْرَعُ لَيْلًا كَمَا تُشْرَعُ نَهَارًا، إِلَّا رِوَايَةً عَنْ مَالِكٍ وَعَنْ أَحْمَدَ أَيْضًا.
وَالذَّبْحُ فِي يَوْمِ النَّحْرِ أَفْضَلُ، فعَنِ الْبَرَاءِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ –، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - ﷺ - يَخْطُبُ فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا، أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ هَذَا فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا). رواه البخاري.
وَاللهُ أَعْلَمُ.