عدد الزوار 53 التاريخ Saturday, May 11, 2024 12:22 PM
فأجاب: رَوَى التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ ابْنُ عَثْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ البَاقِينَ)، قَالَ: «حَامٌ، وَسَامٌ، وَيَافِثُ». قَالَ: وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ. انْتَهَى.
وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ.
قَالَ المُبَارَكْفُورِيُّ: قَوْلُهُ: (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ)، وَأَخْرَجَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَفِي سَمَاعِ الْحَسَنِ مِنْ سَمُرَةَ كَلَامٌ مَعْرُوفٌ، وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ ضَعِيفٌ. انْتَهَى.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ العَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «سَامٌ أَبُو العَرَبِ، وَحَامٌ أَبُو الحَبَشِ، وَيَافِثُ أَبُو الرُّومِ». وَرَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ بِهِ.
قَالَ المُبَارَكْفُورِيُّ: وَحَدِيثُ سَمُرَةَ هَذَا أَخْرَجَهُ أَيْضًا أَحْمَدُ، وَأَبُو يَعْلَى، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ. انْتَهَى.
وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِدُ ضَعِيفَةٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ.
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَأَمَّا رِوَايَةُ الحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، فَفِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ سَمَاعًا مِنْهُ لِحَدِيثِ العَقِيقَةِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ نُسْخَةً كَبِيرَةً، غَالِبُهَا فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ.
وَعِنْدَ عَلِيِّ ابْنِ المَدِينِيِّ: أَنَّ كُلَّهَا سَمَاعٌ. وَكَذَا حَكَى التِّرْمِذِيُّ عَنِ البُخَارِيِّ.
وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ، وَآخَرُونَ: هِيَ كِتَابٌ، وَذَلِكَ لَا يَقْتَضِي الانْقِطَاعَ. انْتَهَى.
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ قَالَ: وَلَدُ نُوحٍ ثَلَاثَةٌ: سَامٌ، وَيَافِثُ، وَحَامٌ، وَوَلَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةً: فَوَلَدَ سَامٌ الْعَرَبَ وَفَارِسَ وَالرُّومَ، وَوَلَدَ يَافِثُ التُّرْكَ وَالسَّقَالِبَةَ وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَوَلَدَ حَامٌ الْقِبْطَ وَالسُّودَانَ وَالْبَرْبَرَ. وَرُوِيَ مَرْفُوعًا، وَالمَحْفُوظُ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ سَعِيدٍ، وَقَدْ رَجَّحَهُ ابْنُ كَثِيرٍ.
وَرُوِيَ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ نَحْوُ هَذَا.
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: وَالْمُرَادُ بِالرُّومِ هُنَا الرُّومُ الْأُوَلُ، وَهُمُ الْيُونَانُ الْمُنْتَسِبُونَ إِلَى رُومِيِّ بْنِ لِيطِيِّ بْنِ يُونَانَ بْنِ يَافِثَ بْنِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. انْتَهَى.
قَالَ القَلْقَشَنْدِيُّ: قَدْ وَقَعَ الاتِّفَاقُ بَيْنَ النَّسَّابِينَ وَالمُؤَرِّخِينَ أَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ المَوْجُودَةِ بَعْدَ نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -، جَمِيعُهُمْ مِنْ بَنِيهِ، دُونَ مَنْ كَانَ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ؛ وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ).
وَأَمَّا مَنْ عَدَا بَنِيهِ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ، فَقَدْ رُوِيَ: أَنَّهُمْ كَانُوا ثَمَانِينَ رَجُلًا، وَأَنَّهُمْ هَلَكُوا عَنْ آخِرِهِمْ وَلَمْ يُعْقِبُوا.
ثُمَّ اتَّفَقُوا أَنَّ جَمِيعَ النَّسْلِ مِنْ بَنِيهِ الثَّلَاثَةِ: يَافِثُ، وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ، وَسَامٌ، وَهُوَ أَوْسَطُهُمْ، وَحَامٌ، وَهُوَ أَصْغَرُهُمْ .... إِذَا عَلِمْتَ ذَلِكَ؛ فَكُلُّ أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ تَرْجِعُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْ أَبْنَاءِ نُوحٍ الثَّلَاثَةِ. اهـ.