مَا دَرَجَةُ حَدِيثِ نُزُولِ اللهِ تَعَالَى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ؟

فَأَجَابَ: اللهُ - جَلَّ وَعَلَا - يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فِي الثُّلُثِ الأَخِيرِ كُلَّ لَيْلَةٍ، وَأَمَّا مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لَيْلَةً، فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالبَقِيعِ، فَقَالَ: «أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ»؛ فَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَفِي البَابِ عَنْ أَبِي بَكرٍ الصِّدِّيقِ، «حَدِيثُ عَائِشَةَ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ الحَجَّاجِ»، وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يُضَعِّفُ هَذَا الحَدِيثَ، وقَالَ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ، وَالحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ».
قَالَ العُقَيْلِيُّ: "وَفِي النُّزُولِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَحَادِيثُ فِيهَا لِينٌ، وَالرِّوَايَةُ فِي النُّزُولِ كُلَّ لَيْلَةٍ أَحَادِيثُ ثَابِتَةٌ صَحِيحَةٌ، فَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ دَاخِلَةٌ فِيهَا إِنْ شَاءَ اللهُ".
وَسُئِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ عَنْ نُزُولِ اللهِ تَعَالَى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ لِلسَّائِلِ: "يَا ضَعِيفُ! لَيْلَةَ النِّصْفِ؟! يَنْـزِلُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ".
وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يَطَّلِعُ اللهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ، أَوْ مُشَاحِنٍ". رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَلَهُ شَاهِدٌ عَنْ أَبِي مُوسَى، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَالبُوصِيرِيُّ.
وَلَا يَصِحُّ حَدِيثٌ فِي إِحْيَاءِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ. وَاللهُ أَعْلَمُ.