هَلِ التَّشَاحُنُ يَمْنَعُ مَغْفِرَةَ الذُّنُوبِ؟

فأجاب: جَاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ؛ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ، إِلَّا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: اتْرُكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قَالَ النَّوَوِيُّ: "قَالَ الْقَاضِي: قَالَ الْبَاجِيُّ: مَعْنَى فَتْحِهَا كَثْرَةُ الصَّفْحِ وَالْغُفْرَانِ، وَرَفْعُ الْمَنَازِلِ، وَإِعْطَاءُ الثَّوَابِ الْجَزِيلِ. 
قَالَ الْقَاضِي: وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى ظَاهِرِهِ، وَأَنَّ فَتْحَ أَبْوَابِهَا عَلَامَةٌ لِذَلِكَ ... وَالشَّحْنَاءُ: الْعَدَاوَةُ".
فَالمُتَشَاحِنَانِ المُتَعَادِيَانِ هَوًى وَطَاعَةً لِلشَّيْطَانِ، لَا يُغْفَرُ لَهُمَا ذَنْبُ التَّشَاحُنِ، وَقَدْ يَعُمُّ كُلَّ صَغِيرَةٍ أَوْ كُلَّ ذَنْبٍ لَمْ يَتُبِ المُسْلِمُ مِنْهُ حَتَّى يَصْطَلِحَ مَعَ أَخِيهِ المُسْلِمِ، وَمَنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَاسِعَةٌ. 
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ) وَاللهُ أَعْلَمُ.