عدد الزوار 90 التاريخ Tuesday, December 12, 2023 12:51 PM
فأجاب: لَا شَكَّ أَنَّ عَقْدَ التَّسْبِيحِ بِالأَصَابِعِ هُوَ السُّنَّةُ، وَمُقَدَّمٌ عَلَى عَدِّ ذَلِكَ بِالمِسْبَحَةِ وَالخَاتَمِ وَالحَصَى وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ فَعَنْ يُسَيْرَةَ، وَكَانَتْ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ، قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «عَلَيْكُنَّ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ، وَلَا تَغْفُلْنَ فَتُنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ، وَاعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ؛ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو دَاوُد، وَصَحَّحَ السُّيُوطِيُّ إسْنَادَهُ، وَحَسَّنَهُ النَّوَوِيُّ، وَابْنُ حَجَرٍ.
وَهُوَ دَالٌّ عَلَى أَفْضَلِيَّةِ التَّسْبِيحِ بِالأَصَابِعِ، وَجَوَازِهِ بِأَنَامِلِ اليَدَيْنِ اليُمْنَى وَاليُسْرَى، وَاليُمْنَى أَفْضَلُ خِلَافًا لِمَنْ قَالَ بِوُجُوبِ اليُمْنَى، أَوْ قَالَ: السُّنَّةُ بِاليَدَيْنِ جَمِيعًا.
وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَالنَّسَائِيُّ، قَالَ النَّوَوِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ: بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، قَالَ الشَّوْكَانِيّ:ُ والْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَقَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ: إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ كَمَا قَالَ الذَّهَبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ قَالَ: «رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ»، زَادَ ابْنُ حِبَّانَ: "بِيَدِهِ"، وفِي رِوَايَةٍ لِأَبِي دَاوُدَ وَغَيْرِهِ: "بِيَمِينِهِ"، وَقَدْ صَحَّحَ إِسْنَادَهَا غَيْرُ وَاحِدٍ.
وَهُوَ دَالٌّ عَلَى اسْتِحْبَابِ عَقْدِ التَّسْبِيحِ بِالأَصَابِعِ، وَعَقْدُ الإِصْبَعِ طَيُّهَا كَالعُقْدَةِ، وَدَالٌّ عَلَى عَدَمِ كَرَاهَةِ عَدِّ التَّسْبِيحِ؛ فَعَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَكْرَهُ العَدَدَ، وَيَقُولُ: أَيَمُنُّ عَلَى اللَّهِ حَسَنَاتِهِ.
وَإِبْرَاهِيمُ لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ.
وَعَنْ عُقْبَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الرَّجُلِ يَذْكُرُ اللَّهَ وَيَعْقِدُ، فَقَالَ: تُحَاسِبُونَ اللَّهَ؟ وَقَدْ صُحِّحَ.
وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِي فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: "مَا زِلْتِ عَلَى الحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟"، قَالَتْ: نَعَمْ.
قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ اليَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَهُوَ يُفِيدُ مَشْرُوعِيَّةَ عَدِّ التَّسْبِيحِ وَعَدَمِهِ.
وَعَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي كُلَيْبٍ، قَالَتْ: رَأَتْنِي عَائِشَةُ أُسَبِّحُ بِتَسَابِيحَ مَعِي، فَقَالَتْ: أَيْنَ الشَّوَاهِدُ؟ تَعْنِي الأَصَابِعَ. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَفِيهِ جَهَالَةُ المَرْأَةِ.
وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى امْرَأَةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا نَوًى أَوْ حَصًى تُسَبِّحُ بِهِ، فَقَالَ: أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا أَوْ أَفْضَلُ؟ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الْأَرْضِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ، وَاَللَّهُ أَكْبَرُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ: وَقَالَ الحَاكِمُ: صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فَأَخْطَأَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِسَعْدٍ: أَنَّ سَعْدًا كَانَ يُسَبِّحُ بِالحَصَى وَالنَّوَى. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَمَوْلَاةُ سَعْدٍ مَجْهُولَةٌ.
وَعَنْ مَوْلًى لِأَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ ثَلَاثَ حَصَيَاتٍ فَيَضَعُهُنَّ عَلَى فَخِذِهِ، فَيُسَبِّحُ وَيَضَعُ وَاحِدَةً، ثُمَّ يُسَبِّحُ وَيَضَعُ أُخْرَى، ثُمَّ يُسَبِّحُ وَيَضَعُ أُخْرَى، ثُمَّ يَرْفَعُهُنَّ وَيَصْنَعُ مِثْلَ ذَلِكَ. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمَوْلَى أَبِي سَعِيدٍ مَجْهُولٌ.
وَعَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الطُّفَاوَةِ، قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَمَعَهُ كِيسٌ فِيهِ حَصًى أَوْ نَوًى، فَيَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا فِي الكِيسِ أَلْقَاهُ إِلَى جَارِيَةٍ سَوْدَاءَ فَجَمَعَتْهُ، ثُمَّ دَفَعَتْهُ إِلَيْهِ. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَفِي إِسْنَادِهِ الرَّجُلُ المُبْهَمُ.
وَعَنْ صَفِيَّةَ، قَالَتْ: «دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلَافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهَا، فَقَالَ: لَقَدْ سَبَّحْتِ بِهَذَا أَلَا أُعَلِّمُكِ بِأَكْثَرَ مِمَّا سَبَّحْتِ بِهِ؟، فَقَالَتْ: عَلِّمْنِي، فَقَالَ: قُولِي: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمَعْرُوفٍ، والْحَاكِمُ، وَقَالَ: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْمِصْرِيِّينَ بِإِسْنَادٍ أَصَحَّ مِنْ هَذَا»، وَصَحَّحَهُ الذَّهَبِيُّ والسُّيُوطِيُّ.
وَأَمَّا التَّسْبِيحُ بِالسُّبْحَةِ فَلَا يُقَالُ: إِنَّهُ سُنَّةٌ، وَإِنْ صَحَّ حَدِيثُ سَعْدٍ.
وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ لَفْظَةَ النَّوَى أَوِ الحَصَى مُنْكَرَةٌ، وَغَايَتُهُ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ التَّسْبِيحِ بِالمِسْبَحَةِ، مَا لَمْ يَكُنْ عَلَى هَيْئَةٍ تُشْبِهُ هَيْئَةَ تَسْبِيحِ الصُّوفِيَّةِ بِمَسَابِحِهِمْ؛ فَإِنَّ طَرِيقَتَهُمْ بِدْعَةٌ.
وَأَمَّا مَا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا: (نِعْمَ المُذَكِّرُ السُّبْحَةُ)، أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ: فَمَوْضُوعٌ.
وَكَذَلِكَ مَا رَوَاهُ الجُرْجَانِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: "كَانَ يُسَبِّحُ بِالحَصَا".
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ إِنْسَانًا يُسَبِّحُ بِتَسَابِيحَ مَعَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّمَا يَجْزِيهِ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ .. وَذَكَرَهُ. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَعِيدٌ لَمْ يُدْرِكْ عُمَرَ.
وَرَوَى الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ، قَالَ: مَرَّ ابْنُ مَسْعُودٍ بِامْرَأَةٍ مَعَهَا تَسْبِيحٌ تُسَبِّحُ بِهِ، فَقَطَعَهُ وَأَلْقَاهُ، ثُمَّ مَرَّ بِرَجُلٍ يُسَبِّحُ بِحَصًى، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ سُبِقْتُمْ! رَكِبْتُمْ بِدْعَةً ظُلْمًا! وَلَقَدْ غَلَبْتُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِلْمًا. خَرَّجَهُ مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ فِي كِتَابِهِ "البِدَعُ وَالنَّهْيُ عَنْهَا"، وَإِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ الصَّلْتِ وَابْنِ مَسْعُودٍ.
وَكَذَلِكَ لَا يَصِحُّ مَا خَرَّجَهُ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الحَسَنَ عَنِ النِّظَامِ (خَيْطٌ يُنْظَمُ فِيهِ لُؤْلُؤٌ وَخَرَزٌ وَنَحْوُهُمَا) مِنَ الخَرَزِ وَالنَّوَى وَنَحْوِ ذَلِكَ يُسَبِّحُ بِهِ، فَقَالَ: لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا المُهَاجِرَاتِ.
وَرَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ المُهَاجِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى ابْنَتَهُ أَنْ تُعِينَ النِّسَاءَ عَلَى فَتْلِ خُيُوطِ التَّسَابِيحِ الَّتِي يُسَبَّحُ بِهَا. وَقَدْ صُحِّحَ.
وفِي جُزْءِ هِلَالِ الْحَفَّارِ، عَنْ أَبِي صَفِيَّةَ مَوْلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ كَانَ يُوضَعُ لَهُ نِطْعٌ، وَيُجَاءُ بِزِنْبِيلٍ فِيهِ حَصًى، فَيُسَبِّحُ بِهِ إلَى نِصْفِ النَّهَارِ، ثُمَّ يَرْفَعُ، فَإِذَا صَلَّى أَتَى بِهِ فَيُسَبِّحُ حَتَّى يُمْسِيَ.
وَأَخْرَجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: رَأَيْتُ أَبَا صَفِيَّةَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ خَازِنًا، قَالَتْ: فَكَانَ يُسَبِّحُ بِالْحَصَى.
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ نَوًى مِنْ الْعَجْوَةِ فِي كِيسٍ، فَكَانَ إذَا صَلَّى الْغَدَاةَ أَخْرَجَهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةً، يُسَبِّحُ بِهِنَّ حَتَّى يُنْفِذَهُنَّ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يُسَبِّحُ بِالنَّوَى الْمَجْمُوعِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ امْرَأَةٍ خَدَمَتْهُ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهَا كَانَتْ تُسَبِّحُ بِخَيْطٍ مَعْقُودٍ فِيهِ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ لَهُ خَيْطٌ فِيهِ أَلْفُ عُقْدَةٍ، فَلَا يَنَامُ حَتَّى يُسَبِّحَ.
وَقَدْ سَاقَ السُّيُوطِيُّ آثَارًا فِي الْجُزْءِ الَّذِي سَمَّاهُ "الْمِنْحَةُ فِي السُّبْحَةِ"، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ وَلَا مِنْ الْخَلَفِ الْمَنْعُ مِنْ جَوَازِ عَدِّ الذِّكْرِ بِالسُّبْحَةِ؛ بَلْ كَانَ أَكْثَرُهُمْ يَعُدُّونَهُ بِهَا، وَلَا يَرَوْنَ ذَلِكَ مَكْرُوهًا. انْتَهَى. وَاللهُ أَعْلَمُ.