هَلْ يُشْتَرَطُ التَّقَابُضُ فِي شِرَاءِ الذَّهَبِ بِالدَّرَاهِمِ، وَهَلْ يَقُومُ الشِّيكُ مَقَامَ الدَّرَاهِمِ؟

فأجاب: أَجْمَعَ العُلَمَاءُ عَلَى وُجُوبِ التَّقَابُضِ فِي بَيْعِ الأَثْمَانِ بِمَجْلِسِ العَقْدِ، فَبَيْعُ الذَّهَبِ بِالدَّرَاهِمِ، وَبَيْعُ العُمْلَاتِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ، يَجِبُ فِيهِ التَّقَابُضُ قَبْلَ التَّفَرُّقِ؛ لِمَا جَاءَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الذَّهَبُ بِالْوَرِقِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. يَعْنِي يَدًا بِيَدٍ لَا تَخْلِيَةً، وَقِيلَ: إِنَّ التَّخْلِيَةَ قَبْضٌ، وَالأَوَّلُ أَظْهَرُ.
وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الْأَصْنَافُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ، إذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ.
وَالرَّاجِحُ أَنَّ القَبْضَ الحُكْمِيَّ، وَهُوَ المُسْتَنَدُ المَصْرِفِيُّ كَالشِّيكِ المُصَدَّقِ، وَمَا فِي مَعْنَاهُ مِنَ المُسْتَنَدَاتِ البَنْكِيَّةِ الَّتِي لَا تَقِلُّ عَنْهُ قُوَّةً وَفَوْرِيَّةً، يُعَدُّ قَبْضًا حَقِيقِيًّا. 
وَاللهُ أَعْلَمُ.