هَلْ مِثْلُ هَذَا يُتَصَوَّرُ؟!

(317)
هَلْ مِثْلُ هَذَا يُتَصَوَّرُ؟!
سُئِلَ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ النُّمَيُّ – حَفِظَهُ اللهُ -: هَلْ يُتَصَوَّرُ أَنَّ أَحَدًا يَضَعُ كَلَامًا، ثُمَّ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنَّهُ قَالَهُ؟!
فأجاب: إِذَا كَانُوا قَدْ كَذَبُوا عَلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -؛ أَلَا يَكْذِبُونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ تَعَالَى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ۚ أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ).
وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى الْخَلِيلِيُّ: "وَضَعَتِ الرَّافِضَةُ فِي فَضَائِلَ عَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَهْلِ الْبَيْتِ نَحْوَ ثَلَاثِ مِئَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ".
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ: "وَلَا تَسْتَبْعِدُ هَذَا؛ فَإِنَّكَ لَوْ تَتَبَّعْتَ مَا عِنْدَهُمْ مِنْ ذَلِكَ؛ لَوَجَدْتَ الأَمْرَ كَمَا قَالَ".
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: «وَضَعَتِ الزَّنَادِقَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ».
وَمِنَ الكَذَّابِينَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ المَصْلُوبُ. «قَتَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ المَنْصُورُ فِي الزَّنْدَقَةِ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ المِصْرِيُّ: زِنْدِيقٌ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَضَعَ أَرْبَعَةَ آلَافِ حَدِيثٍ.
وَعَبْدُ الكَرِيمِ بْنُ أَبِي العَوْجَاءِ. قَتَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ العَبَّاسِيُّ الأَمِيرُ بِالبَصْرَةِ، عَلَى الزَّنْدَقَةِ، بَعْدَ سَنَةِ مِائَةٍ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ، فِي خِلَافَةِ المَهْدِيِّ، وَلَمَّا أُخِذَ لِتُضْرَبَ عُنُقُهُ قَالَ: لَقَدْ وَضَعْتُ فِيكُمْ أَرْبَعَةَ آلَافِ حَدِيثٍ، أُحَرِّمُ فِيهَا الحَلَالَ، وَأُحَلِّلُ الحَرَامَ.
قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الْمَصْنُوعَةُ؟ قَالَ: "يَعِيشُ لَهَا الْجَهَابِذَةُ".
لَقَدْ عَاشَ لَهَا الرَّاسِخُونَ المُوَفَّقُونَ المُسَدَّدُونَ بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى، فَاسْتَخْرَجُوا المَوْضُوعَاتِ وَاحِدًا وَاحِدًا، وَهَذَا مِصْدَاقُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).