حَدِيثُ المَجْهُولِ: هَلْ يُضَعَّفُ أَمْ يُصَحَّحُ؟

(297)
حَدِيثُ المَجْهُولِ: هَلْ يُضَعَّفُ أَمْ يُصَحَّحُ؟
سُئِلَ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ النُّمَيُّ – حَفِظَهُ اللهُ -: هَلْ يُضَعَّفُ أَمْ يُصَحَّحُ حَدِيثُ المَجْهُولِ؟
فأجاب: الْمَجْهُولُ الْعَدَالَةِ عِنْدَ ابْنِ الصَّلَاحِ، وَالْمَجْهُولُ الْعَيْنِ، رِوَايَتُهُما غَيْرُ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ الْجَمَاهِيرِ.
والْمَجْهُولُ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَدْلَانِ وَهُوَ الْمَسْتُورُ، يَحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ بَعْضُ مَنْ رَدَّ رِوَايَةَ الْأَوَّلِ. 
وَمِنْهُمْ: ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالبَزَّارُ، والدَّارَقُطْنِيُّ، وَعِبَارَتُهُ: "مَنْ رَوَى عَنْهُ ثِقَتَانِ فَقَدِ ارْتَفَعَتْ جَهَالَتُهُ، وَثَبَتَتْ عَدَالَتُهُ".
وَقَالَ أَيْضًا: "وَأَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ لَا يَحْتَجُّونَ بِخَبَرٍ يَنْفَرِدُ بِرِوَايَتِهِ رَجُلٌ غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وَإِنَّمَا يَثْبُتُ الْعِلْمُ عِنْدَهُمْ بِالْخَبَرِ، إِذَا كَانَ رُوَاتُهُ - رَاوِيهِ - عَدْلًا مَشْهُورًا، أَوْ رَجُلًا قَدِ ارْتَفَعَ اسْمُ الْجَهَالَةِ عَنْهُ، وَارْتِفَاعُ اسْمِ الْجَهَالَةِ عَنْهُ أَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ رَجُلَانِ فَصَاعِدًا، فَإِذَا كَانَ هَذِهِ صِفَتَهُ ارْتَفَعَ عَنْهُ اسْمُ الْجَهَالَةِ، وَصَارَ حِينَئِذٍ مَعْرُوفًا، فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ انْفَرَدَ بِخَبَرٍ، وَجَبَ التَّوَقُّفُ عَنْ خَبَرِهِ ذَلِكَ حَتَّى يُوَافِقَهُ غَيْرُهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ".
فَالظَّاهِرُ أَنَّ المَسْتُورَ، خَاصَّةً إِذَا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ القُرُونِ المُفَضَّلَةِ، إِذَا رَوَى حَدِيثًا مُسْتَقِيمًا؛ فَإِنَّ حَدِيثَهُ لَا بَأْسَ بِهِ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِهِ.
وَرَوَى الحَاكِمُ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيِّ، ثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ لَا يَدْعُو اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيَغْضَبُ عَلَى مَنْ يَفْعَلُهُ، وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ أَحَدٌ غَيْرُهُ». - يَعْنِي فِي الدُّعَاءِ -، وَقَالَ: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، فَإِنَّ أَبَا صَالِحٍ الْخُوزِيَّ وَأَبَا الْمَلِيحِ الْفَارِسِيَّ لَمْ يُذْكَرَا بِالْجَرْحِ، إِنَّمَا هُمَا فِي عِدَادِ الْمَجْهُولِينَ لِقِلَّةِ الْحَدِيثِ».