عدد الزوار 133 التاريخ Friday, October 29, 2021 6:15 AM
فأجاب: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ).
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: احْشُدُوا، فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، فَحَشَدَ مَنْ حَشَدَ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَرَأَ: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ"، ثُمَّ دَخَلَ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: إِنِّي أُرَى هَذَا خَبَرٌ جَاءَهُ مِنَ السَّمَاءِ، فَذَاكَ الَّذِي أَدْخَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ: سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، أَلَا إِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ. رَوَاهُمَا مُسْلِمٌ. وَفِي البَابِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
فَسُورَةُ الإِخْلَاصِ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ فِي الأَجْرِ، وَيُدْرِكُ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً قَدْرَ ثَوَابِ قِرَاءَةِ ثُلُثِ القُرْآنِ، لَكِنَّهَا لَا تُجْزِئُ عَنْ ثُلُثِ القُرْآنِ لَوْ قَرَأَهَا أَحَدٌ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَلَا يُسْتَغْنَى بِجِنْسِ أَجْرِ وَثَوَابِ قِرَاءَتِهَا عَنْ جِنْسِ أَجْرِ وَثَوَابِ قِرَاءَةِ ثُلُثِ القُرْآنِ، وَلَا مَعَانِيهَا تُجْزِئُ عَنْ مَعَانِي وَأَحْكَامِ ثُلُثِ القُرْآنِ.
وَلَا تُجْزِئُ كَذَلِكَ عَنْ خَتْمِ القُرْآنِ لَوْ قَرَأَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلَا يُسْتَغْنَى بِجِنْسِ أَجْرِ قِرَاءَتِهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَنْ جِنْسِ أَجْرِ وَثَوَابِ خَتْمِ القُرْآنِ، وَلَا مَعَانِيهَا تُجْزِئُ عَنْ مَعَانِي القُرْآنِ وَأَحْكَامِهِ. وَلَوْ قَرَأَهَا مُصَلٍّ فِي صَلَاتِهِ سَبْعِينَ مَرَّةً لَمْ تُجْزِئْهُ عَنْ قِرَاءَةِ الفَاتِحَةِ.
وَسُورَةُ الإِخْلَاصِ عَظِيمَةٌ، وَقَدْ جَمَعَتْ أُصُولَ التَّوْحِيدِ وَالأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، وَلَا يُسْتَغْنَى بِهَذِهِ الأُصُولِ عَمَّا فِي القُرْآنِ مِنَ التَّوْحِيدِ وَالأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، فَضْلًا عَنِ الأَحْكَامِ وَالوَعْدِ وَالوَعِيدِ وَالقَصَصِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَلَا يُسْتَغْنَى بِجِنْسِ أَجْرِ وَثَوَابِ قِرَاءَةِ القُرْآنِ عَنْ جِنْسِ أَجْرِ وَثَوَابِ قِرَاءَةِ سُورَةِ الإِخْلَاصِ، وَلَا يُجْزِئُ مَا فِي القُرْآنِ مِنْ مَعَانٍ عَمَّا فِي سُورَةِ الإِخْلَاصِ مِنْ مَعَانٍ.
وَاللهُ أَعْلَمُ.