عدد الزوار 133 التاريخ Friday, October 29, 2021 6:15 AM
فأجاب: يَنْقَسِمُ الخَبَرُ إِلَى مُتَوَاتِرٍ، وَآحَادٍ.
فَالمُتَوَاتِرُ نَوْعَانِ: لَفْظِيٌّ، كَحَدِيثِ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
وَمَعْنَوِيٌّ، كَأَحَادِيثِ رَفْعِ اليَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ.
وَالآحَادُ أَنْوَاعٌ: مَشْهُورٌ، وَعَزِيزٌ، وَغَرِيبٌ. وَفِيهَا الصَّحِيحُ وَالضَّعِيفُ.
فَالمُتَوَاتِرُ هُوَ المُفِيدُ لِلْعِلْمِ اليَقِينِيِّ، بِأَنْ يَأْتِيَ مِنْ طُرُقٍ مُعْتَبَرَةٍ، فِي كُلِّ طَبَقَةٍ مِنَ الإِسْنَادِ عَدَدٌ كَثِيرٌ، يَسْتَحِيلُ عَادَةً تَوَاطُؤُهُمْ عَلَى الكَذِبِ.
وَالآحَادُ هُوَ مَا لَمْ يَجْمَعْ شُرُوطَ المُتَوَاتِرِ.
وَمِنْهُ المَشْهُورُ، وَهُوَ مَا رَوَاهُ ثَلَاثَةٌ فَأَكْثَرُ فِي كُلِّ طَبَقَةٍ مِنْ طَبَقَاتِ السَّنَدِ، مَا لَمْ يَبْلُغْ حَدَّ التَّوَاتُرِ، كَحَدِيثِ: "إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا ...". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَكَذَلِكَ يُطْلَقُ عَلَى الحَدِيثِ الَّذِي اشْتُهِرَ عَلَى الأَلْسِنَةِ، سَوَاءٌ كَانَ صَحِيحًا أَمْ ضَعِيفًا: مَشْهُورٌ وَمُسْتَفِيضٌ، مِثَالُهُ: "المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَمِنْهُ العَزِيزُ، وَهُوَ أَنْ لَا يَقِلَّ رُوَاتُهُ عَنِ اثْنَيْنِ فِي كُلِّ طَبَقَةٍ مِنْ طَبَقَاتِ السَّنَدِ، وَلَمْ يَبْلُغْ حَدَّ المَشْهُورِ، كَحَدِيثِ: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ، وَوَلَدِهِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
وَمِنْهُ الغَرِيبُ، وَيُسَمَّى الفَرْدَ، وَهُوَ مَا يَنْفَرِدُ بِرِوَايَتِهِ رَاوٍ وَاحِدٌ، وَلَوْ فِي طَبَقَةٍ مِنْ طَبَقَاتِ السَّنَدِ، كَحَدِيثِ: "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَتُطْلَقُ الغَرَابَةُ وَالتَّفَرُّدُ عَلَى الغَرِيبِ النِّسْبِيِّ، كَحَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ المِغْفَرُ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. تَفَرَّدَ بِهِ مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ.