عدد الزوار 125 التاريخ Friday, October 29, 2021 6:14 AM
فأجاب: السُّنَّةُ وَالحَدِيثُ بَيْنَهُمَا عُمُومٌ وَخُصُوصٌ، فَيَجْتَمِعَانِ فِي مَوَاضِعَ، وَيَفْتَرِقَانِ فِي مَوَاضِعَ.
وَالسُّنَّةُ ضِدُّ البِدْعَةِ، وَهِيَ هَدْيُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَالحَدِيثُ: "مَا أُضِيفَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَوْلًا لَهُ، أَوْ فِعْلًا، أَوْ تَقْرِيرًا، أَوْ صِفَةً، حَتَّى الْحَرَكَاتُ وَالسَّكَنَاتُ فِي الْيَقَظَةِ وَالْمَنَامِ".
فَالحَدِيثُ أَعَمُّ مِنَ السُّنَّةِ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: "سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِمَامٌ فِي الحَدِيثِ، وَلَيْسَ بِإِمَامٍ فِي السُّنَّةِ، وَالأَوْزَاعِيُّ إِمَامٌ فِي السُّنَّةِ، وَلَيْسَ بِإِمَامٍ فِي الحَدِيثِ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ إِمَامٌ فِيهِمَا جَمِيعًا".
وَسُئِلَ ابْنُ الصَّلَاحِ - رَحِمَهُ اللهُ -: قَالَ بَعْضُهُمْ عَنِ الإِمَامِ مَالِكٍ: إِنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ السُّنَّةِ وَالحَدِيثِ، فَمَا الفَرْقُ بَيْنَ السُّنَّةِ وَالحَدِيثِ؟
فَأَجَابَ: "السُّنَّةُ هَا هُنَا ضِدُّ البِدْعَةِ، وَقَدْ يَكُونُ الإِنْسَانُ مِنْ أَهْلِ الحَدِيثِ وَهُوَ مُبْتَدِعٌ، وَمَالِكٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جَمَعَ بَيْنَ السُّنَّتَيْنِ، فَكَانَ عَالِمًا بِالسُّنَّةِ؛ أَيِ الحَدِيثِ، وَمُعْتَقِدًا لِلسُّنَّةِ، أَيْ كَانَ مَذْهَبُهُ مَذْهَبَ أَهْلِ الحَقِّ مِنْ غَيْرِ بِدْعَةٍ، وَاللهُ أَعْلَمُ".