هَلِ التَّوَرُّقُ المُنَظَّمُ جَائِزٌ؟

فَأَجَابَ: التَّوَرُّقُ الْبَنْكِيُّ الْمُنَظَّمُ لَهُ أَشْكَالٌ، وَمِنْ صُوَرِهِ الْمُحَرَّمَةِ: أَنْ يَشْتَرِيَ الْبَنْكُ السِّلْعَةَ، وَقَبْلَ قَبْضِهَا قَبْضًا حَقِيقِيًّا يَبِيعُهَا عَلَى الْعَمِيلِ بِأَقْسَاطٍ مُؤَجَّلَةٍ، وَيَقُومُ الْعَمِيلُ بِتَوْكِيلِ الْبَنْكِ فِي بَيْعِهَا بِثَمَنٍ أَقَلَّ، وَلَمْ يَرَ الْعَمِيلُ السِّلْعَةَ، وَلَمْ يَقْبِضْهَا قَبْضًا حَقِيقِيًّا، فَغَرَضُهُ مِنْ هَذَا التَّوَرُّقِ وَالْمُرَابَحَةِ النَّقْدُ، وَهَذِهِ الصُّورَةُ وَمَا شَابَهَهَا مِنْ الْبُيُوعِ الصُّورِيَّةِ، وَمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْبُيُوعِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا، كَبَيْعِ الْعِينَةِ، وَبَيْعِ مَا لَمْ يَمْلِكْ، وَبَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ، وَبَيْعِ مَا لَمْ يَتِمَّ قَبْضُهُ وَحِيَازَتُهُ، وَنَحْوِ ذَلِكَ: مُحَرَّمَةٌ.

وَقَدْ صَدَرَ مِنَ "الْمَجْمَعِ الْفِقْهِيِّ التَّابِعِ لِرَابِطَةِ الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ" قَرَارٌ بِتَحْرِيمِ التَّوَرُّقِ الَّذِي تَقُومُ بِهِ بَعْضُ الْمَصَارِفِ، وَهُوَ قِيَامُ الْمَصْرِفِ بِعَمَلٍ نَمَطِيٍّ يَتِمُّ فِيهِ تَرْتِيبُ بَيْعِ سِلْعَةٍ (لَيْسَتْ مِنَ الذَّهَبِ أَوْ الْفِضَّةِ) مِنْ أَسْوَاقِ السِّلَعِ الْعَالَمِيَّةِ أَوْ غَيْرِهَا، عَلَى الْمُسْتَوْرِقِ بِثَمَنٍ آجِلٍ، عَلَى أَنْ يَلْتَزِمَ الْمَصْرِفُ - إِمَّا بِشَرْطٍ فِي الْعَقْدِ، أَوْ بِحُكْمِ الْعُرْفِ وَالْعَادَةِ - بِأَنْ يَنُوبَ عَنْهُ فِي بَيْعِهَا عَلَى مُشْتَرٍ آخَرَ بِثَمَنٍ حَاضِرٍ، وَتَسْلِيمِ ثَمَنِهَا لِلْمُسْتَوْرِقِ.