عدد الزوار 159 التاريخ Wednesday, August 25, 2021 8:11 AM
فَأَجَابَ: التَّهْنِئَةُ بِالْعِيدِ بِقَوْلِهِمْ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ، مِنَ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ، وَلَهَا أَصْلٌ وَسَلَفٌ؛ فَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، قَالَ: (رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ فِي الْعِيدِ لِأَصْحَابِهِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ). ذَكَرَهُ ابْنُ عَقِيلٍ، وَرَوَاهُ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، وَجَوَّدَ إِسْنَادَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ.
وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: (كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا الْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ، يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ). رَوَاهُ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، وَحَسَّنَ إِسْنَادَهُ ابْنُ حَجَرٍ.
وَقَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: أَمَّا التَّهْنِئَةُ يَوْمَ الْعِيدِ؛ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إذَا لَقِيَهُ بَعْدَ صَلاةِ الْعِيدِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ، وَأَحَالَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ فَهَذَا قَدْ رُوِيَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَهُ، وَرَخَّصَ فِيهِ الأَئِمَّةُ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ.
لَكِنْ قَالَ أَحْمَدُ: أَنَا لَا أَبْتَدِئُ أَحَدًا، فَإِنِ ابْتَدَأَنِي أَحَدٌ أَجَبْتُهُ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ جَوَابَ التَّحِيَّةِ وَاجِبٌ، وَأَمَّا الابْتِدَاءُ بِالتَّهْنِئَةِ فَلَيْسَ سُنَّةً مَأْمُورًا بِهَا، وَلَا هُوَ أَيْضًا مَا نُهِيَ عَنْهُ، فَمَنْ فَعَلَهُ فَلَهُ قُدْوَةٌ، وَمَنْ تَرَكَهُ فَلَهُ قُدْوَةٌ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.