عدد الزوار 157 التاريخ Wednesday, August 25, 2021 8:10 AM
فَأَجَابَ: يَجُوزُ عَلَى الْقَوْلِ الرَّاجِحِ، وَهُوَ مَذْهَبُ الْجُمْهُورِ وَالْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ؛ الْبَيْعُ لِأَجَلٍ مَعْلُومٍ بِثَمَنٍ أَكْثَرَ مِنْ الْبَيْعِ الْحَاضِرِ، وَتِلْكَ الزِّيَادَةُ مُقَابِلَ الْأَجَلِ، سَوَاءٌ كَانَ السَّدَادُ مُؤَجَّلًا يُسَلَّمُ دُفْعَةً وَاحِدَةً عِنْدَ حُلُولِ الْأَجَلِ، أَوْ مُقَسَّطًا يُسَلَّمُ أَقْسَاطًا شَهْرِيَّةً.
قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ).
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اشْتَرَى طَعَامًا مِنْ يَهُودِيٍّ إِلَى أَجَلٍ، وَرَهَنَهُ دِرْعًا مِنْ حَدِيدٍ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "جَاءَتْنِي بَرِيرَةُ، فَقَالَتْ: كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ، فِي كُلِّ عَامٍ أُوقِيَّةٌ، فَأَعِينِينِي، فَقَالَتْ: إِنْ أَحَبُّوا أَنْ أَعُدَّهَا لَهُمْ، وَيَكُونَ وَلاَؤُكِ لِي: فَعَلْتُ ... الحَدِيث". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَرَوَى أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ، قَالَ شَيْخُنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بَازٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَهُ أَنْ يُجَهِّزَ جَيْشًا فَنَفِدَتْ الْإِبِلُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَشْتَرِيَ الْبَعِيرَ بِالْبَعِيرَيْنِ إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَةِ).
وَأَمَّا مَنْ مَنَعَ؛ فَذَلِكَ لِأَنَّ الزِّيَادَةَ جُعِلَتْ مُقَابِلَ الْأَجَلِ، وَهُوَ الرِّبَا، وَهَذَا التَّعْلِيلُ مَعْلُولٌ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وَيَنْبَغِي تَحْدِيدُ الأَجَلِ؛ لِئَلَّا يَكُونَ فِي عَقْدِ البَيْعِ جَهَالَةٌ.
فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الْمَدِينَةَ، وَهُمْ يُسْلِفُونَ بِالتَّمْرِ السَّنَتَيْنِ وَالثَّلَاثَ، فَقَالَ: مَنْ أَسْلَفَ فِي شَيْءٍ، فَفِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ، إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.