عدد الزوار 390 التاريخ Wednesday, August 25, 2021 7:46 AM
فأجاب: ثَبَتَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - ﷺ - قَالَ: (اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا، لَعَنَ اللهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ). رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي المُسْنَدِ، وَلَهُ شَوَاهِدُ تُقَوِّيهِ، وَتَجْبُرُ المَقَالَ الَّذِي فِي إِسْنَادِهِ، فَقَدْ قَالَ ابْنُ رَجَبٍ: "إِسْنَادٌ فِيهِ نَظَرٌ".
وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ مُرْسَلًا، أَنَّ النَّبِيَّ - ﷺ - قَالَ: (اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ). رَوَاهُ الإِمَامُ مَالِكٌ فِي المُوَطَّأِ.
وَالمَعْنَى: لَا تَجْعَلْ قَبْرِي يُعْبَدُ، وَيُفْعَلُ عِنْدَهُ مَا يَفْعَلُهُ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ عِنْدَ أَصْنَامِهِمْ، وَمَا يَفْعَلُهُ المُسْلِمُونَ فِي المَسَاجِدِ؛ وَذَلِكَ بِالطَّوَافِ عَلَى القَبْرِ، وَالتَّمَسُّحِ بِهِ، وَتَقْبِيلِهِ، وَالتَّبَرُّكِ بِجِوَارِهِ، وَالعُكُوفِ عَلَيْهِ، وَالوُقُوفِ عِنْدَهُ بِالدُّعَاءِ وَالاسْتِغَاثَةِ وَالسُّؤَالِ وَالسُّجُودِ وَالرُّكُوعِ، وَتَقْدِيمِ القَرَابِينِ كَالذَّبْحِ وَالهَدَايَا وَالنُّذُورِ وَحَلْقِ الرُّؤُوسِ، وَاتِّخَاذِهِ عِيدًا يُجْتَمَعُ عِنْدَهُ فِي المَوَاسِمِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَإِذَا كَانَ مَنْ عَمِلَ مِثْلَ هَذَا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ - ﷺ - فَقَدِ اتَّخَذَهُ صَنَمًا وَوَثَنًا، فَكَيْفَ بِمَنْ يَعْمَلُ ذَلِكَ عِنْدَ قَبْرِ غَيْرِهِ، كَقَبْرِ الحُسَيْنِ وَالبَدَوِيِّ وَغَيْرِهِمَا مِنْ مَشَاهِدِ وَمَزَارَاتِ القُبُورِيِّينَ فِي العَالَمِ الإِسْلَامِيِّ؟!
وَقَدِ ابْتُلِيَ كَثِيرٌ مِنَ الجَهَلَةِ مِمَّنْ فُتِنُوا بِقَصْدِ القُبُورِ لَا لِلزِّيَارَةِ المَشْرُوعَةِ، وَلَكِنْ لِعَمَلِ أَعْمَالٍ تَعَبُّدِيَّةٍ شِرْكِيَّةٍ أَوْ تَبَرُّكِيَّةٍ بِدْعِيَّةٍ، وَوَقَعُوا فِي الشِّرْكِ الأَكْبَرِ أَوِ الأَصْغَرِ أَوِ البِدْعَةِ المُنْكَرَةِ، بِحَسَبِ فِعْلِهِمْ وَاعْتِقَادِهِمْ، فَنَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ.