عدد الزوار 263 التاريخ 01/01/2021
فَأَجَابَ: قَالَ تَعَالَى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
قَالَ الْبُخَارِيُّ: "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: صَوَافَّ: قِيَامًا". وَصَلَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قِيَامًا عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ، مَعْقُولَةً يَدُهَا اليُسْرَى، يَقُولُ: "بِسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ".
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «أَنَّهُ أَتَى عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَنَاخَ بَدَنَتَهُ يَنْحَرُهَا، فَقَالَ: ابْعَثْهَا قِيَامًا مُقَيَّدَةً، سُنَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعَنْ أَنَسٍ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ: «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحَرَ بِيَدِهِ سَبْعَ بُدْنٍ قِيَامًا».
وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابَهُ كَانُوا يَنْحَرُونَ الْبَدَنَةَ مَعْقُولَةَ الْيُسْرَى، قَائِمَةً عَلَى مَا بَقِيَ مِنْ قَوَائِمِهَا». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. قَالَ الشَّوْكَانِيُّ: وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي صِفَةِ حَجَّةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "فَنَحَرَ رَسُولُ اللهِ بِيَدِهِ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بَدَنَةً، جَعَلَ يَطْعَنُهَا بِحَرْبَةٍ فِي يَدِهِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَالطَّعْنُ يَكُونُ فِي الوَهْدَةِ أَسْفَلَ الرَّقَبَةِ، بَيْنَ الصَّدْرِ وَأَصْلِ العُنُقِ.
وَقَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ: قِفْ مِنْ شِقِّهَا الأَيْمَنِ، وَانْحَرْ مِنْ شِقِّهَا الأَيْسَرِ.
وَقَوْلُهُ: (فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا)، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي: سَقَطَتْ إِلَى الأَرْضِ؛ أَيْ: وَمَاتَتْ.
وَصِفَةُ نَحْرِ الإِبِلِ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ سُنَّةٌ مُسْتَحَبَّةٌ، فَلَوْ بَرَكَهَا أَوْ أَضْجَعَهَا ونَحَرَهَا أَوْ ذَبَحَهَا فِي رَقَبَتِهَا كَمَا تُذْبَحُ الشَّاةُ: جَازَ. وَاللهُ أَعْلَمُ.