عدد الزوار 230 التاريخ 01/01/2021
فَأَجَابَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أَنَّهُ كَانَ يَذْبَحُ وَيَنْحَرُ بِالْمُصَلَّى». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَبُو دَاوُدَ.
وَمُصَلَّى العِيدِ يَكُونُ بِالصَّحْرَاءِ، فَالذَّبْحُ فِيهِ أَظْهَرُ لِلشَّعِيرَةِ، وَلِأَجْلِ أَنْ يَحْضُرَهَا الفُقَرَاءُ فَيُشَاهِدُونَ وَيَطْعَمُونَ.
وَكُلُّ مَكَانٍ طَاهِرٍ يَجُوزُ ذَبْحُ الأُضْحِيَةِ فِيهِ، فَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا: (جُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعًا زِيَادَةُ: «إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إِلَّا النَّسَائِيَّ، وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا، وَأَعَلَّهُ التِّرْمِذِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيَّ، وَالبَيْهَقِيُّ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ دِحْيَةَ، وَالنَّوَوِيُّ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ، وَابْنُ حَزْمٍ، وَابْنُ دَقِيقِ العِيدِ.
وَأَمَّا إِذَا كَانَ الذَّبْحُ فِي بُقْعَةٍ يَتَرَتَّبُ عَلَى الذَّبْحِ فِيهَا إِيذَاءٌ أَوْ مُخَالَفَةٌ شَرْعِيَّةٌ فَلَا، كَالذَّبْحِ فِي المَقْبَرَةِ وَعِنْدَ القَبْرِ، وَفِي مَكَانٍ يُذْبَحُ فِيهِ لِغَيْرِ اللهِ.
فَقَدْ ثَبَتَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: "نَذَرَ رَجُلٌ أَنْ يَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَهَلْ كَانَ فِيهَا عِيْدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟ قَالُوا: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَالأَحْوَطُ عَدَمُ الذَّبْحِ فِي الحَمَّامِ مَكَانَ قَضَاءِ الحَاجَةِ وَلَوْ كَانَ نَظِيفًا؛ فَهِيَ مَأْوَى الشَّيَاطِينِ، وَمَحَلُّ النَّجَاسَاتِ، ثُمَّ إِنَّ الذَّابِحَ يَذْكُرُ اسْمَ اللهِ عَلَى ذَبِيحَتِهِ، وَأَمَّا الذَّبْحُ خَارِجَهُ عِنْدَ بَابِهِ؛ لِيَسِيلَ الدَّمُ فِيهِ: فَلَا مَانِعَ مِنْهُ. وَاللهُ أَعْلَمُ.