عدد الزوار 254 التاريخ 01/01/2021
فَأَجَابَ: أُضْحِيَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هِيَ الأَفْضَلُ صِفَةً، الجَامِعَةُ بَيْنَ الأَكْمَلِ خِلْقَةً، وَالأَحْسَنِ مَنْظَرًا، الأَنْفَسِ وَالأَطْيَبِ عِنْدَ النَّاسِ، فَالأَحْسَنُ فِي الأَضَاحِي مَا كَانَ أَشْبَهَ بِكَبْشِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ تَعَالَى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ).
فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: «ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقَرْنَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَيْهِ عَلَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ». رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ.
وَقَدِ اتَّفَقَ العُلَمَاءُ عَلَى اسْتِحْبَابِ التَّضْحِيَةِ بِالْأَقْرَنِ الْأَمْلَحِ، وَهُوَ مَا خَالَطَ بَيَاضَهُ سَوَادٌ.
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ، يَطَأُ فِي سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحِّيَ بِهِ، فَقَالَ لَهَا: يَا عَائِشَةُ، هَلُمِّي الْمُدْيَةَ، ثُمَّ قَالَ: اشْحَذِيهَا عَلَى حَجَرٍ، فَفَعَلَتْ، ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ.
وَلِأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ - صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ -: «يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ».
فقَوْلُهَا: "يَطَأُ فِي سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، ويَأْكُلُ فِي سَوَادٍ"؛ تَعْنِي فَمَهُ، وَمَا حَوْلَ عَيْنَيْهِ، وبَطْنُهُ وَقَوَائِمُهُ سُودٌ.
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: «ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ، يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ». رَوَاهُ الأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ حِبَّانَ.
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ: وَهُوَ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، قَالَهُ صَاحِبُ الِاقْتِرَاحِ.
وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا ضَحَّى، اشْتَرَى كَبْشَيْنِ سَمِينَيْنِ أَقَرْنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، والطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَالْبَزَّارُ.
قَالَ فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ: وَإِسْنَادُ أَحْمَدَ وَالْبَزَّارِ: حَسَنٌ.
وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: «ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ خَصِيَّيْنِ». رَوَاهُ أَحْمَدُ. قَالَ فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ: وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.
الْمَوْجُوءُ: مَنْزُوعُ الْأُنْثَيَيْنِ، كَمَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَشْقُوقُ عِرْقُ الْأُنْثَيَيْنِ، وَالْخِصْيَتَانِ بِحَالِهِمَا.
وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أوَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إذَا أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، اشْتَرَى كَبْشَيْنِ عَظِيمَيْنِ سَمِينَيْنِ (وَفِي نُسْخَةٍ: ثَمِينَيْنِ) أَقَرْنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ، فَذَبَحَ أَحَدَهُمَا عَنْ أُمَّتِهِ؛ لِمَنْ شَهِدَ بِالتَّوْحِيدِ، وَشَهِدَ لَهُ بِالْبَلَاغِ، وَذَبَحَ الْآخَرَ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ». رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَحَسَّنَ إِسْنَادَهُ البُوصِيرِيُّ، وَابْنُ المُلَقِّنِ، وَأَعَلَّهُ الشَّوْكَانِيُّ. قَالَ: وَمَدَارُ طُرُقِهِ كُلِّهَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَفِيهِ مَقَالٌ.
قَالَ مُقَيِّدُهُ: حَدِيثُهُ حَسَنٌ، وَأُعِلَّ حَدِيثُهُ هَذَا بِالاضْطِرَابِ، وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِدُ.
وَفِي البَابِ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا؛ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ.
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: "ضَحَّى رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكَبْشَيْنِ جَذَعَيْنِ خَصِيَّيْنِ".
فَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَحَّى بِالْفَحِيلِ، وضَحَّى بِالْخَصِيِّ.