عدد الزوار 292 التاريخ 01/01/2021
سُئِلَ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ النُّمَيُّ - حَفِظَهُ اللهُ -: مَا تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ).
فأجاب: آكِلُ الرِّبَا يُبْعَثُ مِنْ قَبْرِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَهُ عَلَامَةٌ تُمَيِّزُهُ، حَيْثُ يَقُومُ وَبِهِ خَبَلٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، كَالمَجْنُونِ الَّذِي يُخْنَقُ وَيُصْرَعُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ النَّاسَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا، لَكِنَّ آكِلَ الرِّبَا يَرْبُو الرِّبَا فِي بَطْنِهِ، فَيُرِيدُ الإِسْرَاعَ فَيَسْقُطُ، فَيَصِيرُ بِمَنْزِلَةِ المُتَخَبِّطِ مِنَ الجُنُونِ جَزَاءً وِفَاقًا.
وَمِنْ عُقُوبَةِ المُرَابِي عَلَى أَكْلِ الرِّبَا، وَهِيَ مِنْ جِنْسِ عَمَلِهِ: مَا جَاءَ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ غَدَاةٍ: "إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي: انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ، حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الحِجَارَةَ، فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ، فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا، فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ، كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ، فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟ قَالَ: قَالَا لِي: إِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا". رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وَالآيَاتُ وَالأَحَادِيثُ فِي الرِّبَا وَالمُرَابِينَ، وَمَا تَوَعَّدَهُمُ اللهُ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، تَبْعَثُ عَلَى تَجَنُّبِهِ، وَالبُعْدِ عَنْهُ، وَاتِّقَاءِ شُبْهَتِهِ، وَمَعَ ذَلِكَ - يَا لَلْأَسَفِ - تَهَاوَنَ فِيهِ سَوَادٌ عَظِيمٌ، مِصْدَاقًا لِمَا رَوَى أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَاللَّفْظُ لَهُ، بِإِسْنَادٍ لَيِّنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي خَيْرَةَ، وَهُوَ مَقْبُولٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِي سَمَاعِهِ مِنْهُ خِلَافٌ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا أَكَلَ الرِّبَا، فَإِنْ لَمْ يَأْكُلْهُ أَصَابَهُ مِنْ بُخَارِهِ"، وَفِي رِوَايَةٍ: "أَصَابَهُ مِنْ غُبَارِهِ".
قَالَ الحَاكِمُ: وَقَدِ اخْتَلَفَ أَئِمَّتُنَا فِي سَمَاعِ الحَسَنِ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَإِنْ صَحَّ سَمَاعُهُ مِنْهُ فَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ. اهـ
قَالَ الذَّهَبِيُّ: سَمَاعُ الحَسَنِ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهَذَا صَحِيحٌ
سُئِلَ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ النُّمَيُّ - حَفِظَهُ اللهُ -: مَا تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ).
فأجاب: آكِلُ الرِّبَا يُبْعَثُ مِنْ قَبْرِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَهُ عَلَامَةٌ تُمَيِّزُهُ، حَيْثُ يَقُومُ وَبِهِ خَبَلٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، كَالمَجْنُونِ الَّذِي يُخْنَقُ وَيُصْرَعُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ النَّاسَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا، لَكِنَّ آكِلَ الرِّبَا يَرْبُو الرِّبَا فِي بَطْنِهِ، فَيُرِيدُ الإِسْرَاعَ فَيَسْقُطُ، فَيَصِيرُ بِمَنْزِلَةِ المُتَخَبِّطِ مِنَ الجُنُونِ جَزَاءً وِفَاقًا.
وَمِنْ عُقُوبَةِ المُرَابِي عَلَى أَكْلِ الرِّبَا، وَهِيَ مِنْ جِنْسِ عَمَلِهِ: مَا جَاءَ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ غَدَاةٍ: "إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي: انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ، حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الحِجَارَةَ، فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ، فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا، فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ، كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ، فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟ قَالَ: قَالَا لِي: إِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا". رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وَالآيَاتُ وَالأَحَادِيثُ فِي الرِّبَا وَالمُرَابِينَ، وَمَا تَوَعَّدَهُمُ اللهُ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، تَبْعَثُ عَلَى تَجَنُّبِهِ، وَالبُعْدِ عَنْهُ، وَاتِّقَاءِ شُبْهَتِهِ، وَمَعَ ذَلِكَ - يَا لَلْأَسَفِ - تَهَاوَنَ فِيهِ سَوَادٌ عَظِيمٌ، مِصْدَاقًا لِمَا رَوَى أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَاللَّفْظُ لَهُ، بِإِسْنَادٍ لَيِّنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي خَيْرَةَ، وَهُوَ مَقْبُولٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِي سَمَاعِهِ مِنْهُ خِلَافٌ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا أَكَلَ الرِّبَا، فَإِنْ لَمْ يَأْكُلْهُ أَصَابَهُ مِنْ بُخَارِهِ"، وَفِي رِوَايَةٍ: "أَصَابَهُ مِنْ غُبَارِهِ".
قَالَ الحَاكِمُ: وَقَدِ اخْتَلَفَ أَئِمَّتُنَا فِي سَمَاعِ الحَسَنِ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَإِنْ صَحَّ سَمَاعُهُ مِنْهُ فَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ. اهـ
قَالَ الذَّهَبِيُّ: سَمَاعُ الحَسَنِ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهَذَا صَحِيحٌ