عدد الزوار 134 التاريخ 01/01/2021
فأجاب: قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)، وَقَدْ جَاءَ فِي الرِّبَا مِنَ الوَعِيدِ وَالتَّهْدِيدِ مَا يَحْمِلُ المُسْلِمَ عَلَى تَجَنُّبِهِ وَتَجَنُّبِ مُؤَسَّسَاتِهِ وَالإِعَانَةِ عَلَيْهِ بِأَيِّ شَكْلٍ مِنَ الأَشْكَالِ، وَمِنْ ذَلِكَ الإِيدَاعُ مِنْ أَجْلِ الاسْتِثْمَارِ، أَوِ الحِفْظِ، أَوْ لِخِدْمَةِ التَّحْوِيلِ، وَغَيْرِهَا، قَالَ تَعَالَى: (وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ)، إِلَّا أَنْ يُضْطَرَّ المُسْلِمُ إِلَى البَنْكِ الَّذِي يَتَعَامَلُ بِالرِّبَا فِي حِفْظِ مَالٍ أَوْ خِدْمَةٍ، وَلَيْسَ هُنَاكَ سَبِيلٌ حَلَالٌ، وَبَدِيلٌ مُبَاحٌ، فَالضَّرُورَاتُ تُبِيحُ المَحْظُورَاتِ، فَيَجُوزُ بِقَدْرِ الضَّرُورَةِ، قَالَ تَعَالَى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، وَقَالَ تَعَالَى: (مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)، وَقَالَ تَعَالَى: (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ)، وَمَتَى اضْطُرَّ إِلَيْهَا فَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهَا أَرْبَاحًا، وَقِيلَ: إِنْ دُفِعَ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِ مُشَارَطَةٍ وَلَا تَقَصُّدٍ - خَاصَّةً إِذَا كَانَ بَنْكًا فِي بَلَدٍ غَيْرِ إِسْلَامِيٍّ - فَإِنَّهُ يَقْبِضُهُ وَيَصْرِفُهُ فِي وُجُوهِ البِرِّ، وَجِهَاتِ الخَيْرِ، وَمَصَالِحِ المُسْلِمِينَ، بِنِيَّةِ التَّخَلُّصِ لَا القُرْبَةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَقَدْ تَيَسَّرَتْ وَللهِ الحَمْدُ فِي العَصْرِ الحَالِيِّ البُنُوكُ الإِسْلَامِيَّةُ الَّتِي لَا تَتَعَامَلُ بِالرِّبَا اخْتِيَارًا، وَتَتَخَلَّصُ تَطْهِيرًا مِمَّا أُرْغِمَتْ عَلَيْهِ اضْطِرَارًا، وَمَتَى ابْتُلِيَ المُسْلِمُ، فَاضْطُرَّ إِلَى خِدْمَةِ البُنُوكِ الَّتِي خَالَطَهَا الرِّبَا؛ فَلْيَتَحَرَّ البَنْكَ الَّذِي تُدِيرُ مُعَامَلَاتِهِ لَجْنَةٌ شَرْعِيَّةٌ، وَيُعَدُّ أَخَفَّ البُنُوكِ اخْتِلَاطًا، وَأَكْثَرَهَا أَوْجُهًا لِلْمَكَاسِبِ المُبَاحَةِ، وَأَنْفَعَهَا لِلْمُسْلِمِينَ، إِنْ تَيَسَّرَ ذَلِكَ، وَاللهُ المُسْتَعَانُ.