عدد الزوار 128 التاريخ 01/01/2021
فأجاب: وَقْتُ العِشَاءِ يَبْدَأُ مِنْ مَغِيبِ الشَّفَقِ الأَحْمَرِ، وَهُوَ مَحَلُّ إِجْمَاعٍ، نَقَلَهُ ابْنُ المُنْذِرِ وَابْنُ حَزْمٍ، وَابْنُ عَبْدِ البَرِّ. وَيَنْتَهِي إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ؛ يَعْنِي نِصْفَ اللَّيْلِ، عِنْدَ جَمْعٍ مِنَ العُلَمَاءِ؛ مِنْهُمُ ابْنُ حَزْمٍ، وَهُوَ أَحْوَطُ؛ لِمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -، أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ وَقْتِ الصَّلَوَاتِ، فَقَالَ: (وَقْتُ صَلَاةِ الفَجْرِ مَا لَمْ يَطلُعْ قَرْنُ الشَّمْسِ الأَوَّلُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ عَنْ بَطْنِ السَّمَاءِ، مَا لَمْ يَحْضُرِ العَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ العَصْرِ مَا لَمْ تَصفَرَّ الشَّمْسُ، وَيَسْقُطُ قَرْنُهَا الأَوَّلُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ المَغْرِبِ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، مَا لَمْ يَسقُطِ الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ العِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيلِ).
وَيُعْرف مُنْتَصَفُ اللَّيْلِ بِمَعْرِفَةِ قَدْرِ المُدَّةِ الَّتِي بَيْنَ مَغِيبِ الشَّمْسِ وَطُلُوعِ الفَجْرِ، فَمَا بَيْنَهُمَا يُضَافُ نِصْفُهُ عَلَى وَقْتِ الغُرُوبِ، وَنِهَايَتُهُ هُوَ نِصْفُ اللَّيْلِ.
وَقَالَ آخَرُونَ: يَمْتَدُّ إِلَى طُلُوعِ الفَجْرِ لِأَهْلِ الأَعْذَارِ، وَهُوَ مَا يُسَمَّى بِوَقْتِ الضَّرُورَةِ، وَمَا قَبْلَهُ وَقْتُ الاخْتِيَارِ، وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَاخْتِيَارُ ابْنِ تَيْمِيَّةَ؛ لِحَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: (أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الأُخْرَى). رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (لَا يَفُوتُ وَقْتُ الظُّهْرِ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ العَصْرِ، وَلَا يَفُوتُ وَقْتُ العَصْرِ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ المَغْرِبِ، وَلَا يَفُوتُ وَقْتُ المَغْرِبِ إِلَى العِشَاءِ، وَلَا يَفُوتُ وَقْتُ العِشَاءِ إِلَى الفَجْرِ).
وَالأَفْضَلُ تَأْخِيرُ العِشَاءِ إِلَى قُرْبِ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، إِذَا لَمْ يَشُقَّ عَلَى أَحَدٍ؛ لِحَدِيثِ أَنَسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: (أَخَّرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةَ العِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيلِ، ثُمَّ صَلَّى). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤخِّرَ العِشَاءَ، الَّتِي تَدْعُونَهَا العَتَمَةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا، وَالحَدِيثَ بَعْدَهَا). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُؤخِّرُ صَلَاةَ العِشَاءِ الآخِرَةِ).
وَاللهُ أَعْلَمُ.