هَلِ احْتَالَتْ إِحْدَى زَوْجَاتِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَلَى الجُونِيَّةِ؟

فأجاب: لَا يَصِحُّ سَنَدًا وَلَا مَتْنًا مَا رُوِيَ أَنَّ إِحْدَى زَوْجَاتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَفْصَةَ أَوْ عَائِشَةَ، احْتَالَتْ عَلَى الجُونِيَّةِ لِيُطَلِّقَهَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حَاشَاهُمَا، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ).

وَمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ الجُونِيَّةَ فَأَرْسَلَنِي، فَجِئْتُ بِهَا، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: اخْضِبِيهَا أَنْتِ، وَأَنَا أُمَشِّطُهَا، فَفَعَلَتَا. ثُمَّ قَالَتْ لَهَا إِحْدَاهُمَا: إِنَّهُ يُعْجِبُهُ أَنْ تَقُولَ المَرْأَةُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ! فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ! فَقَالَ بِكُمِّهِ عَلَى وَجْهِهِ، فَاسْتَتَرَ، وَقَالَ: عُذْتِ بِمَعَاذٍ، وَخَرَجَ، فقال: يَا أَبَا أُسَيْدٍ، أَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا، وَمَتِّعْهَا بِرَازِقِيَّيْنِ - يَعْنِي كِرْبَاسَيْنِ -.

فَكَانَتْ تَقُولُ: ادْعُونِي الشَّقِيَّةَ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: إِسْنَادُهُ وَاهٍ. وَقَدْ ذَكَرَهُ الحَاكِمُ فِي "مُسْتَدْرَكِهِ".

وَقَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ فِي مُشْكِلِهِ: هَذَا الْحَدِيثُ أَصْلُهُ فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ السَّاعِدِيِّ، دُونَ مَا فِيهِ أَنَّ نِسَاءَهُ عَلَّمْنَهَا ذَلِكَ، قَالَ: وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ بَاطِلَةٌ، وَقَدْ رَوَاهَا ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، انْتَهَى.

قُلْتُ - القَائِلُ ابْنُ حَجَرٍ -: فِيهِ الْوَاقِدِيُّ وَهُوَ مَعْرُوفٌ بِالضَّعْفِ، وَمِنْ الْوَجْهِ الْمَذْكُورِ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ.