عدد الزوار 62 التاريخ Tuesday, April 9, 2024 4:51 AM
فَأَجَابَ: صَلَاةُ العِيدَيْنِ مِنْ شَعَائِرِ الإِسْلَامِ العَظِيمَةِ، وَجَاءَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -، قَالَتْ: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى: الْعَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ - وَفِي لَفْظٍ: الْمُصَلَّى - وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ، قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إحْدَانَا لَا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قَالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا». رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ، وَلَيْسَ لِلنَّسَائِيِّ فِيهِ أَمْرُ الْجِلْبَابِ.
وَلِمُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُد فِي رِوَايَةٍ: «وَالْحُيَّضُ يَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، يُكَبِّرْنَ مَعَ النَّاسِ».
وَقَدِ اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي حُكْمِ صَلَاةِ العِيدَيْنِ عَلَى أَقْوَالٍ ثَلَاثَةٍ:
الأَوَّلُ: أَنَّهَا سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، وَهُوَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الإِمَامُ مَالِكٌ، وَالإِمَامُ الشَّافِعِيُّ.
وَالثَّانِي: أَنَّهَا فَرْضُ كِفَايَةٍ، وَهُوَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَهُوَ أَرْجَحُ - وَاللهُ أَعْلَمُ -، وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ)، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: (لَا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَالقَوْلُ الثَّالِثُ: أَنَّهَا وَاجِبَةٌ، وَهُوَ قَوِيٌّ؛ لِحَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ، وَهُوَ مَذْهَبُ الإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَرِوَايَةٌ عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَشَيْخُنَا الشَّيْخُ عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ بَازٍ، وَالشَّيْخُ مُحَمَّدٌ العُثَيْمِينُ - رَحِمَهُمُ اللهُ -.