عدد الزوار 123 التاريخ Sunday, August 6, 2023 2:09 PM
فَأَجَابَ: رَوَى القِصَّةَ الحَاكِمُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ، وَلَهَا طُرُقٌ أُخْرَى مَوْصُولَةٌ، ضَعِيفَةٌ وَمُرْسَلَةٌ.
أَقْوَاهَا: مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ سَلَامٍ الجُمَحِيُّ فِي "طَبَقَاتِ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ" بِسَنَدٍ ثَابِتٍ إِلَى سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ مُرْسَلًا، وَهُوَ مِنْ أَقْوَى المَرَاسِيلِ.
قَالَ الحَاكِمُ: "هَذَا حَدِيثٌ لَهُ أَسَانِيدُ قَدْ جَمَعَهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ؛ فَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَحَدِيثُ الْحَجَّاجِ بْنِ ذِي الرُّقَيْبَةِ؛ فَإِنَّهُمَا صَحِيحَانِ، وَقَدْ ذَكَرَهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ فِي الْمَغَازِي مُخْتَصَرًا".
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: "قَدْ أَنْشَدَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَصِيدَتَهُ اللَّامِيَّةَ، أَوَّلُهَا: بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ".
وَقَالَ العِرَاقِيُّ: "وَهَذِهِ القَصِيدَةُ قَدْ رُوِّينَاهَا مِنْ طُرُقٍ لَا يَصِحُّ مِنْهَا شَيْءٌ".
فَالوَاقِعَةُ وَإِنْ كَانَتْ أَسَانِيدُهَا لَا تَقُومُ بِهَا حُجَّةٌ، لَكِنَّ شُهْرَتَهَا عِنْدَ أَصْحَابِ السِّيَرِ وَالتَّوَارِيخِ وَالتَّرَاجِمِ، وَجَرَيَانَهَا عَلَى أَلْسِنَةِ كَثِيرٍ مِنَ العُلَمَاءِ وَالمُحَقِّقِينَ، يُقَوِّي القَوْلَ بِأَنَّ لَهَا أَصْلًا، وَاللهُ أَعْلَمُ.