عدد الزوار 145 التاريخ Sunday, July 3, 2022 6:39 AM
فأجاب: يَجِبُ - عَلَى القَوْلِ الرَّاجِحِ - أَنْ يَبِيتَ الحَاجُّ بِمِنًى، إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ عُذْرٌ، فَيَبِيتُ فِيهَا ثَلَاثَ لَيَالٍ إِنْ تَأَخَّرَ، وَلَيْلَتَيْنِ إِنْ تَعَجَّلَ، الحَادِيَةَ عَشْرَةَ، وَالثَّانِيَةَ عَشْرَةَ، وَالثَّالِثَةَ عَشْرَةَ إِنْ تَأَخَّرَ، وَإِنْ تَعَجَّلَ فَالحَادِيَةَ عَشْرَةَ وَالثَّانِيَةَ عَشْرَةَ.
وَيُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ يَمْكُثَ فِي مِنًى نَهَارَ تِلْكَ اللَّيَالِي، وَإِنْ خَرَجَ نَهَارًا أَوْ لَيْلًا ثُمَّ عَادَ إِلَى مِنًى، فَأَدْرَكَ المَبِيتَ بِهَا: فَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ.
قَالَ البُخَارِيُّ: بَابُ الزِّيَارَةِ يَوْمَ النَّحْرِ
وَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: «أَخَّرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الزِّيَارَةَ إِلَى اللَّيْلِ»، وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَزُورُ البَيْتَ أَيَّامَ مِنًى».
وَمَا عَلَّقَهُ عَنْ أَبِي حَسَّانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي "فَتْحِ البَارِي": وَصَلَهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ عَنْهُ، وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ فِي الْعِلَلِ: رَوَى قَتَادَةُ حَدِيثًا غَرِيبًا لَا نَحْفَظُهُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ قَتَادَةَ، إِلَّا مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ، فَنَسَخْتُهُ مِنْ كِتَابِ ابْنِهِ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ وَلَمْ أَسْمَعهُ مِنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَسَّانٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَزُورُ الْبَيْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ مَا أَقَامَ بِمِنًى، وَقَالَ الْأَثْرَمُ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: تَحْفَظُ عَنْ قَتَادَةَ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ؟ فَقَالَ: كَتَبُوهُ مِنْ كِتَابِ مُعَاذٍ، قُلْتُ: فَإِنَّ هُنَا إِنْسَانًا يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُعَاذٍ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَأَشَارَ الْأَثْرَمُ بِذَلِكَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، فَإِنَّ مِنْ طَرِيقِهِ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَأَبُو حَسَّانٍ اسْمُهُ مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَدْ أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلِرِوَايَةِ أَبِي حَسَّانَ هَذِهِ شَاهِدٌ مُرْسَلٌ، أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُفِيضُ كُلَّ لَيْلَةٍ.
وَقَالَ فِي "تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ": قَالَ الأَثْرَمُ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ: تَحْفَظُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حَسَّانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: "كَانَ يَزُورُ البَيْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ؟". فَقَالَ: كَتَبُوهُ مِنْ كُتُبِ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ، لَمْ يَسْمَعُوهُ. قُلْتُ: هَا هُنَا إِنْسَانٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُعَاذٍ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَنَفَضَ يَدَهُ، وَقَالَ: "كَذِبٌ وَزُورٌ، مَا سَمِعُوهُ مِنْهُ، قَالَ فُلَانٌ: كَتَبْنَاهُ مِنْ كِتَابِهِ - سُبْحَانَ اللهِ! -، وَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ".
قَالَ الخَطِيبُ: "وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِالحَدِيثِ المَذْكُورِ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ العَلَّافُ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ القَاضِي، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ المَدِينِيِّ، قَالَ: رَوَى قَتَادَةُ حَدِيثًا غَرِيبًا لَا يُحْفَظُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ قَتَادَةَ، إِلَّا مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ، فَنَسَخْتُهُ مِنْ كِتَابِ ابْنِهِ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ وَهُوَ حَاضِرٌ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ، عَنْ قَتَادَةَ، وَقَالَ لِي مُعَاذٌ: هَاتِهِ حَتَّى أَقْرَأَهُ، قُلْتُ: دَعْهُ اليَوْمَ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: "كَانَ يَزُورُ البَيْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ مَا أَقَامَ بِمِنًى"، قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا وَاطَأَهُ عَلَيْهِ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ المَدِينِيِّ: هَكَذَا هُوَ فِي الكِتَابِ".
قَالَ الخَطِيبُ: "وَمَا الَّذِي يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ سَمِعَ هَذَا الحَدِيثَ مِنْ مُعَاذٍ مَعَ سَمَاعِهِ مِنْهُ غَيْرَهُ؟!".
وَقَدْ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ: سُئِلَ أَبِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَرْعَرَةَ، فَقَالَ: "صَدُوقٌ".
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: "ثِقَةٌ مَعْرُوفٌ بِالحَدِيثِ، مَشْهُورٌ بِالطَّلَبِ، كَيِّسُ الكِتَابِ، وَلَكِنَّهُ يُفْسِدُ نَفْسَهُ، يَدْخُلُ فِي كُلِّ شَيْءٍ".