رِوَايَةُ الابْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ

(352)
رِوَايَةُ الابْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ
سُئِلَ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ النُّمَيُّ – حَفِظَهُ اللهُ -: هَلْ رِوَايَةُ الابْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ لَهَا خَاصِّيَّةٌ؟
فأجاب: أَمَّا رِوَايَةُ الأَبْنَاءِ عَنْ آبَائِهِمْ - إِذَا كَانُوا ثِقَاتٍ، وَلَا عِلَّةَ فِي الإِسْنَادِ -، فَأَهْلُ البَيْتِ يُقَدَّمُونَ فِي حَدِيثِهِمْ عَلَى غَيْرِهِمْ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ غَيْرُهُمْ أَكْثَرَ مُلَازَمَةً.
وَرِوَايَةُ الأَبْنَاءِ عَنْ الآبَاءِ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ عُلُومِ الحَدِيثِ، وَكَذَلِكَ رِوَايَةُ الآبَاءِ عَنْ أَبْنَائِهِمْ، وَالأَوَّلُ كَثِيرٌ، قَدْ جَاوَزَتْ الأَرْبَعَمِائَةٍ، فَمِنْهَا الصِّحَاحُ، وَالجِيَادُ، وَالحِسَانُ، وَالضِّعَافُ، وَالمَوْضُوعَاتُ.
فَمِنَ الصِّحَاحِ: مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ، مِنْ رِوَايَةِ وَاقَدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ... الحَدِيثَ».
وَمِنَ الجِيَادِ: بَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، إِذَا كَانَ دُونَ بَهْزٍ ثِقَةٌ.
وَمِنَ الحِسَانِ: رِوَايَةُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ شُعَيْبٍ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو، إِذَا صَحَّ السَّنَدُ إِلَيْهِ.
وَبَعْضُهُمْ يُقَدِّمُ رِوَايَةَ عَمْرٍو عَلَى رِوَايَةِ بَهْزٍ.
وَمِنَ الضِّعَافِ: خُبَيْبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
وَأَضْعَفُ مِنْهَا، وَقِيلَ: مَوْضُوعَةٌ: "كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ المُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ نُسْخَةً مَوْضُوعَةً. وَقَالَ ابْنُ السَّكَنِ: فِيهَا نَظَرٌ. وَقَالَ الحَاكِمُ: فِيهَا مَنَاكِيرُ.
وَسِلْسِلَةُ الأَبْنَاءِ عَنِ الآبَاءِ قَدْ تَزِيدُ عَلَى الثَّلَاثَةِ إِلَى أَرْبَعَةٍ وَخَمْسَةٍ وَسِتَّةٍ وَأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَدْ رَوَى الخَطِيبُ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، وذكر تِسْعَةَ آبَاءٍ. قَالَ السُّيُوطِيُّ: وَأَحْسَنُ مِنْ هَذَا مَا وَقَعَ التَّسَلْسُلُ فِيهِ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا الْعَدَدِ، فَوَقَعَ لَنَا بِاثْنَيْ عَشَرَ أَبًا. قَالَ الْعِرَاقِيُّ: وَأَكْثَرُ مَا وَقَعَ لَنَا التَّسَلْسُلُ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَبًا.