عدد الزوار 125 التاريخ Sunday, February 27, 2022 6:29 AM
(348)
هَلْ يُحْكَمُ عَلَى الحَدِيثِ بِالرُّؤْيَا؟
سُئِلَ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ النُّمَيُّ – حَفِظَهُ اللهُ -: هَلْ يُعَوَّلُ عَلَى الرُّؤْيَا فِي صِحَّةِ الحَدِيثِ أَوْ ضَعْفِهِ؟
فأجاب: المُعَوَّلُ عَلَيْهِ فِي صِحَّةِ الحَدِيثِ مِنْ ضَعْفِهِ: قَوَاعِدُ الصِّنَاعَةِ الحَدِيثِيَّةِ المُتَعَلِّقَةِ بِالسَّنَدِ وَالمَتْنِ، وَحُكْمُ المُحَدِّثِينَ عَلَيْهِ. أَمَّا الرُّؤْيَا، فَيُسْتَأْنَسُ بِهَا وَلَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا.
مِثَالُهُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً ... الحَدِيث". مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، رَوَاهُ الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَسْفَاطِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ الَّذِي حَدَّثَ عَنْكَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ حَدَّثْتُهُ بِهِ أَنَا" يَقُولُهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لِلْأَعْمَشِ كَمَا حَدَّثَ بِهِ، وَغَفَرَ اللَّهُ لِمَنْ حَدَّثَ بِهِ قَبْلَ الْأَعْمَشِ، وَلِمَنْ حَدَّثَ بِهِ بَعْدَهُ.