عدد الزوار 164 التاريخ Wednesday, August 25, 2021 7:50 AM
فَأَجَابَ: تَشْتَمِلُ السَّنَةُ عَلَى أَرْبَعَةِ فُصُولٍ، كُلُّ فَصْلٍ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ، وَهِيَ الصَّيْفُ، وَالخَرِيفُ، وَالشِّتَاءُ، وَالرَّبِيعُ.
وَالخَرِيفُ يَشْتَمِلُ عَلَى سُهَيْلٍ، وَالصَّفَرِيِّ، وَالوَسْمِيِّ.
وَالصَّفَرِيُّ عَدَدُ أَيَّامِهِ نَحْوُ سِتَّةٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا، وَيَبْدَأُ تَقْرِيبًا فِي السَّادِسَ عَشَرَ مِنْ سِبْتَمْبِرَ مِنْ كُلِّ عَامٍ، وَمَا تَعَارَفَ عَلَيْهِ النَّاسُ وَذَكَرَهُ الفَلَكِيُّونَ يَحْتَمِلُ الصَّوَابَ وَالخَطَأَ، وَالصِّدْقَ وَالكَذِبَ، وَلِبَعْضِ النَّاسِ فِي مِثْلِ هَذَا اعْتِقَادَاتٌ فَاسِدَةٌ، وَخُرَافَاتٌ لَا حَقِيقَةَ لَهَا.
وَالَّذِي يُهِمُّنَا فِي هَذَا، المَسْأَلَةُ الاعْتِقَادِيَّةُ، وَهِيَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ المُصَرِّفُ وَالمُدَبِّرُ، لَا الأَنْوَاءُ وَلَا النُّجُومُ، فَلَا يَجُوزُ نِسْبَةُ شَيْءٍ مِنَ الأَحْدَاثِ وَالأَحْوَالِ إِلَى الأَنْوَاءِ وَغَيْرِهَا. وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ، وَذَكَرَ: "الاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ فِي الحَدِيثِ القُدُسِيِّ، قَالَ اللهُ: "مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالكَوْكَبِ. وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَثَبَتَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مَرْفُوعًا: "مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ فَقَدِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ، زَادَ مَا زَادَ". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ.
وَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا: فَإِنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: (وَعَلَامَاتٍ ۚ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ).
قَالَ قَتَادَةُ: "وَالعَلَامَاتُ: النُّجُومُ، وَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنَّمَا خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثِ خَصْلَاتٍ: جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ، وَجَعَلَهَا يُهْتَدَى بِهَا، وَجَعَلَهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ، فَمَنْ تَعَاطَى فِيهَا غَيْرَ ذَلِكَ، فَقَدَ رَأْيَهُ، وَأَخْطَأَ حَظَّهُ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ". وَاللهُ أَعْلَمُ.