عدد الزوار 172 التاريخ Wednesday, August 25, 2021 7:49 AM
فأجاب: ثَبَتَ عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِدُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - ﷺ -: «إنَّ مِنْ أفْضَلِ أيَّامِكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ، فَأكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ فِيهِ، فَإنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ». قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟! قَالَ: يقولُ بَلِيتَ. قَالَ: «إنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأرْضِ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، قَالَ النَوَوِيُّ: بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.
وَثَبَتَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - ﷺ - قَالَ: (إِنَّ للهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلَامَ). رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِدُ.
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - ﷺ -: (لَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلِّمُوا حَيْثُمَا كُنْتُمْ، فَسَيَبْلُغُنِي سَلَامُكُمْ وَصَلَاتُكُمْ). لَا بَأْسَ بِهِ، رَوَاهُ القَاضِي إِسْمَاعِيلُ، وَأَبُو يَعْلَى، وَالضِّيَاءُ فِي المُخْتَارَةِ وَغَيْرُهُمْ.
فَيَحْتَمِلُ أَنَّهُ - ﷺ - يَسْمَعُ سَلَامَ القَرِيبِ مِنْ قَبْرِهِ دُونَ البَعِيدِ، وَأَنَّهُ المَقْصُودُ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، الثَّابِتِ عَنِ النَّبِيِّ - ﷺ -، أَنَّهُ قَالَ: (مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ). رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ. وَهُوَ سَمَاعٌ بَرْزَخِيٌّ، وَرَدُّ الرُّوحِ مَعْلُومٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِكَيْفِيَّةِ ذَلِكَ.
وَفِي سَمَاعِ المَوْتَى أَحَادِيثُ مُعَيَّنَةٌ، وَمِنْ جُمْلَتِهَا: مَا رَوَاهُ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ مُصَحِّحًا لَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: "مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ أَخِيهِ المُسْلِمِ، كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، إِلَّا رَدَّ اللهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ، حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ".
وَيَحْتَمِلُ أَنَّ رَدَّ رُوحِهِ - ﷺ - عَامٌّ فِي حَقِّ القَرِيبِ مِنْ قَبْرِهِ وَالبَعِيدِ عَنْهُ.
وَهَلِ التَّبْلِيغُ وَالعَرْضُ عَامٌّ لِلْبَعِيدِ وَالقَرِيبِ، أَمْ هُوَ لِلْبَعِيدِ فَقَطْ؟ يَحْتَمِلُ هَذَا وَهَذَا.
وَلَمْ يَصِحَّ حَدِيثٌ فِي أَنَّهُ - ﷺ - يَسْمَعُ السَّلَامَ أَوْ لَا يَسْمَعُ، وَإِنَّمَا صَحَّ إِطْلَاقُ رَدِّ الرُّوحِ، وَرَدِّ السَّلَامِ، دُونَ التَّقْيِيدِ بِالقَرِيبِ أَوِ البَعِيدِ، وَعُمُومُ سَمَاعِ المَوْتَى لِلسَّلَامِ العَامِّ وَالخَاصِّ، وَتَخْصِيصُ النَّبِيِّ - ﷺ - بِأَنَّهُ يُبَلَّغُ السَّلَامَ وَالصَّلَاةَ عَلَيْهِ.
وَأَمَّا مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي رَدَدْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ صَلَّى فِي مَكَانٍ آخَرَ بَلَّغُونِيهِ)، فَمَوْضُوعٌ. وَاللهُ أَعْلَمُ.