لَيْسَ فِي الجَنَّةِ أَعْزَبُ

فَأَجَابَ: نَعَمْ، ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا فِي الجَنَّةِ أَعْزَبُ". وَهَذَا يَشْمَلُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ.
حَتَّى مَنْ مَاتَتْ عَزْبَاءَ مِنَ الإِنَاثِ تَتَزَوَّجُ - وَاللهُ أَعْلَمُ - مَنْ مَاتَ أَعْزَبَ مِنَ الذُّكُورِ، وَمَا شَاءَ اللهُ لِلذُّكُورِ وَالإِنَاثِ مِنَ الأَزْوَاجِ.
فَالجَنَّةُ نَعِيمُهَا كَامِلٌ، قَالَ تَعَالَى: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ).
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَهَنَّادٌ، وَالدَّارِمِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ المُنْذِرِ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالبَيْهَقِيُّ فِي "البَعْثِ"، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الوَلَدَ مِنْ قُرَّةِ العَيْنِ وَتَمَامِ السُّرُورِ، فَهَلْ يُولَدُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ؟ فَقَالَ: "إِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا اشْتَهَى الوَلَدَ فِي الجَنَّةِ، كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ: كَمَا يَشْتَهِي". 
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: قَالَ اللهُ تَعَالَى: "أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ"، فَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.