عدد الزوار 236 التاريخ 01/01/2021
فَأَجَابَ: التَّأْمِينُ المُعَاصِرُ يَنْقَسِمُ فِي نِظَامِهِ إِلَى قِسْمَيْنِ: تَأْمِينٍ تِجَارِيٍّ رِبْحِيٍّ، وَتَأْمِينٍ تَعَاوُنِيٍّ تَكَافُلِيٍّ خَيْرِيٍّ، وَلِكُلِّ قِسْمٍ حُكْمٌ.
فَالتَّأْمِينُ التِّجَارِيُّ القَائِمُ عَلَى المُعَاوَضَةِ وَمِلْكِيَّةِ صَاحِبِ الشَّرِكَةِ لِلْمَالِ، فَهُوَ إِمَّا غَانِمٌ أَوْ غَارِمٌ فِي الغَالِبِ حَرَامٌ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الرِّبَا وَالمَيْسِرِ، وَهُوَ القِمَارُ، وَالمُرَاهَنَةُ، وَالغَرَرُ، وَأَكْلُ أَمْوَالِ المُؤْمِنِينَ بِالبَاطِلِ، وَلَمْ يُخَالِفْ فِي حُرْمَتِهِ إِلَّا القَلِيلُ؛ لَا لِدَلِيلٍ، وَلَكِنْ لِتَعْلِيلٍ مَعْلُولٍ.
وَأَمَّا التَّأْمِينُ الجَائِزُ، فَهُوَ التَّأْمِينُ التَّعَاوُنِيُّ التَّكَافُلِيُّ، القَائِمُ عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَالإِحْسَانِ، وَذَلِكَ أَنْ تَقُومَ جِهَةٌ مُدِيرَةٌ بِجَمْعِ الحِصَصِ الَّتِي الْتَزَمَ المُؤْمِنُونَ بِالتَّبَرُّعِ بِهَا؛ لِتَنْظِيمِهَا دُونَ مِلْكِيَّتِهَا، سَوَاءٌ كَانَتْ مُحْتَسِبَةً فِي إِدَارَتِهَا وَاسْتِثْمَارِهَا أَوْ بِأُجْرَةٍ، مُرَاعِيَةً الأَحْكَامَ الشَّرْعِيَّةَ وَالمَصَالِحَ وَالمَفَاسِدَ فِي أُسُسِهَا وَنِظَامِهَا.
قَالَ تَعَالَى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
وَاللهُ أَعْلَمُ.