عدد الزوار 247 التاريخ 01/01/2021
فَأَجَابَ: مَا دَامَ أَنَّهُمْ يَقْصِدُونَ أَنَّ طُلُوعَهُ عَلَامَةٌ عَلَى تَغَيُّرِ المَنَاخِ - كَمَا أَنَّ طُلُوعَ الشَّمْسِ عَلَامَةٌ عَلَى طُلُوعِ النَّهَارِ – فَجَائِزٌ. قَالَ تَعَالَى: (وَعَلَامَاتٍ ۚ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ).
لَكِنْ مَنْ زَعَمَ أَنَّ لَهُ تَأْثِيرًا عَلَى الأَحْوَالِ الأَرْضِيَّةِ؛ فَقَدْ أَشْرَكَ، فَاللهُ - جَلَّ وَعَلَا – هُوَ وَحْدَهُ المُتَصَرِّفُ فِي الكَوْنِ، وَهُوَ الَّذِي يُغَيِّرُ أَحْوَالَهُ.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: «صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ - ﷺ - صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: (هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ). وَلَهُمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - بِمَعْنَاهُ، وَفِيهِ: قَالَ بَعْضُهُمْ: لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا وَكَذَا، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ: «فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ» إلى قوله: «تُكَذِّبُونَ».
وَقَالَ قَتَادَةُ: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنَّمَا خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثِ خَصْلَاتٍ: جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ، وَجَعَلَهَا يُهْتَدَى بِهَا، وَجَعَلَهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ. فَمَنْ تَعَاطَى فِيهَا غَيْرَ ذَلِكَ، فَقَدَ رَأْيَهُ، وَأَخْطَأَ حَظَّهُ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ».