عدد الزوار 240 التاريخ 01/01/2021
فَأَجَابَ: يُشْرَعُ التَّكْبِيرُ فِي عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ لَيْلًا وَنَهَارًا، فِي البُيُوتِ، وَالأَسْوَاقِ، وَالمَسَاجِدِ، لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، إِلَّا أَنَّهُنَّ يَخْفِضْنَ الصَّوْتَ بِحَضْرَةِ الرِّجَالِ الأَجَانِبِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)، فَالمُرَادُ بِهَا عَشْرُ ذِي الحِجَّةِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ)، وَذَلِكَ يَوْمَ النَّحْرِ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ: «يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا»، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، «يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى، فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ المَسْجِدِ، فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا»، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ «يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الأَيَّامَ، وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ، وَعَلَى فِرَاشِهِ، وَفِي فُسْطَاطِهِ، وَمَجْلِسِهِ، وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الأَيَّامَ جَمِيعًا»، وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ: «تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ»، وَكُنَّ «النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي المَسْجِدِ». وَرَوَى المَرْوَزِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَإِنَّهُمْ لَيُكَبِّرُونَ فِي العَشْرِ، حَتَّى كُنْتُ أُشَبِّهُهُ بِالأَمْوَاجِ مِنْ كَثْرَتِهَا، وَيَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ نَقَصُوا فِي تَرْكِهِمُ التَّكْبِيرَ. وَنَصَّ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَلَى أَنَّهُ يُجْهَرُ بِهِ.
وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَسْتَحِبَّ التَّكْبِيرَ فِي أَيَّامِ العَشْرِ، كَمَا حُكِيَ عَنْ مَالِكٍ، وَأَبِي حَنِيفَةَ؛ فَقَوْلُهُمْ مَرْجُوحٌ؛ بَلْ مِنَ النَّاسِ مَنْ عَدَّهُ مِنَ البِدَعِ.
وَعَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ الحَكَمَ وَحَمَّادًا عَنِ التَّكْبِيرِ أَيَّامَ العَشْرِ؟ فَقَالَا: لَا؛ مُحْدَثٌ. خَرَّجَهُ المَرْوَزِيُّ.
فَإِنْ لَمْ يَقْصِدْ هَؤُلَاءِ طَرِيقَةً مُبْتَدَعَةً؛ فَقَوْلُهُمْ مَرْدُودٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ.