عدد الزوار 261 التاريخ 01/01/2021
فَأَجَابَ: الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ فِي أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ، وَمِنْ جُمْلَتِهَا الذِّكْرُ، لَهَا مَزِيَّةٌ عَلَى الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ فِي غَيْرِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ، وَقَدْ َشَرَعَ اللهُ الذِّكْرَ فِي العَشْرِ، قَالَ تَعَالَى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)، وَالمُرَادُ بِهَا عَشْرُ ذِي الحِجَّةِ عَلَى الصَّحِيحِ.
قَالَ البُخَارِيُّ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ": أَيَّامُ العَشْرِ، يَعْنِي عَشْرَ ذِي الحِجَّةِ. وَالأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ".
وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ، وَعَطَاءٍ، وَالحَسَنِ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي حَنِيفَةَ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ فِي المَشْهُورِ عَنْهُ.
فَيُسْتَحَبُّ ذِكْرُ اللهِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، فَيَذْكُرُ المُسْلِمُ رَبَّهُ بِلِسَانِهِ، كَالاسْتِغْفَارِ، وَبِقَلْبِهِ، كَالتَّفَكُّرِ، وَبِفِعْلِهِ، كَالصَّلَاةِ.
وَمِنَ الأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ: مَا جَاءَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ العَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَقَدْ صُحِّحَ.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ العَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ أَيَّامِ العَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّسْبِيحِ، وَالتَّهْلِيلِ، وَالتَّحْمِيدِ، وَالتَّكْبِيرِ». قَالَ الهَيْثَمِيُّ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارِ التَّسْبِيحِ، وَغَيْرِهِ. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الكَبِيرِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وَجَوَّدَ إِسْنَادَهُ المُنْذِرِيُّ.
وَلِلْبَيْهَقِيِّ بِسَنَدٍ فِيهِ ضَعْفٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ، وَلَا العَمَلُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ - يَعْنِي مِنَ العَشْرِ -، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَذِكْرِ اللهِ).