عدد الزوار 268 التاريخ 01/01/2021
فأجاب: يُسْتَحَبُّ اسْتِقْبَالُ الخَطِيبِ بِالوَجْهِ.
قَالَ البُخَارِيُّ: بَابٌ يَسْتَقْبِلُ الإِمَامُ القَوْمَ، وَاسْتِقْبَالُ النَّاسِ الإِمَامَ إِذَا خَطَبَ، وَاسْتَقْبَلَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمُ، الإِمَامَ.
وَصَحَّحَ ابْنُ حَجَرٍ إِسْنَادَ أَثَرِ أَنَسٍ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: بَابُ مَا جَاءَ فِي اسْتِقْبَالِ الإِمَامِ إِذَا خَطَبَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا اسْتَوَى عَلَى المِنْبَرِ اسْتَقْبَلْنَاهُ بِوُجُوهِنَا». قَالَ أَبُو عِيسَى: وَفِي البَابِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، «وَحَدِيثُ مَنْصُورٍ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ الفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ»، وَمُحَمَّدُ بْنُ الفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ ضَعِيفٌ ذَاهِبُ الحَدِيثِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا، وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَغَيْرِهِمْ: يَسْتَحِبُّونَ اسْتِقْبَالَ الإِمَامِ إِذَا خَطَبَ، وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ، قَالَ أَبُو عِيسَى: وَلَا يَصِحُّ فِي هَذَا البَابِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْءٌ".
وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ عَلَى المِنْبَرِ اسْتَقْبَلَهُ أَصْحَابُهُ بِوُجُوهِهِمْ. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَوَثَّقَ رِجَالَهُ البُوصِيرِيُّ، وَقَالَ: إِلَّا أَنَّهُ مُرْسَلٌ.
وَقَالَ ابْنُ المُنْذِرِ: لَا أَعْلَمُ فِي ذَلِكَ خِلَافًا بَيْنَ العُلَمَاءِ. انتهى.
وَقَالَ ابْنُ المَلَكِ: فَالسُّنَّةُ أَنْ يَتَوَجَّهُ القَوْمُ الخَطِيبَ، وَالخَطِيبُ القَوْمَ. انتهى.
وَبِالنِّسْبَةِ لِلنَّظَرِ إِلَى الخَطِيبِ فَهُوَ الأَصْلُ فِي الاسْتِقْبَالِ؛ لِأَنَّهُ أَدْعَى لِاجْتِمَاعِ الحَوَاسِّ، القَلْبِ، وَالعَيْنِ، وَالأُذُنِ، فَإِنْ رَأَى أَنَّ النَّظَرَ لِلْأَرْضِ أَدْعَى لِلْفَهْمِ وَالتَّأَثُّرِ؛ فَلَا مَانِعَ.
وَاللهُ أَعْلَمُ.