عدد الزوار 88 التاريخ 01/01/2021
فأجاب: لَيْسَ لِهَذِهِ اللَّيْلَةِ خُصُوصِيَّةٌ، فَمَنِ اعْتَقَدَ أَنَّ لَهَا عِبَادَةً خَاصَّةً، أَوْ أَقَامَ فِيهَا احْتِفَالًا؛ فَقَدْ وَقَعَ فِي بِدْعَةٍ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
فَمَنِ اعْتَرَضَ عَلَى هَذَا بِقَوْلِ الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ - رَحِمَهُ اللهُ -: حَدِيثُ: (يَطَّلِعُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ)؛ حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رُوِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْ طُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضًا. انتهى.
فَالجَوَابُ: أَنَّ غَيْرَهَ قَدْ ضَعَّفَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ لَوْ صَحَّ لَمَا كَانَ مُسَوِّغًا لِلْمُحْدَثَاتِ وَالبِدَعِ.
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا».
وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الفَضْلُ مُسَوِّغًا لِلْبِدَعِ وَالضَّلَالَاتِ.
وَأَمَّا صِيَامُهُمَا؛ فَلِأَنَّهُ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَامَهُمَا.
قَالَ ابْنُ رَجَبٍ: وَأَكْثَرُ العُلَمَاءِ عَلَى اسْتِحْبَابِ صِيَامِ الاثْنَيْنِ وَالخَمِيسِ. انتهى.
وَقَالَ القُرْطُبِيُّ فِي "تَفْسِيرِهِ": "وَلَيْسَ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ حَدِيثٌ يُعَوَّلُ عَلَيْهِ، لَا فِي فَضْلِهَا، وَلَا فِي نَسْخِ الآجَالِ فِيهَا، فَلَا تلْتَفتُوا إِلَيْهَا".
وَقَدْ قَالَ نَحْوَ هَذَا كَثِيرٌ مِنَ العُلَمَاءِ.
وَقَالَ العُقَيْلِيُّ فِي "الضُّعَفَاءِ": (وَفِي النُّزُولِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَحَادِيثُ فِيهَا لِينٌ، وَالرِّوَايَةُ فِي النُّزُولِ كُلَّ لَيْلَةٍ أَحَادِيثُ ثَابِتَةٌ صَحِيحَةٌ، فَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ دَاخِلَةٌ فِيهَا إِنْ شَاءَ اللهُ).
وَاللهُ أَعْلَمُ.